قالت مصادر مطلعة في بيروت ل"الحياة" ان واشنطن كررت اقتراحها ان يتم استئناف المفاوضات على المسار السوري لعملية السلام، على أساس "الأخذ في الاعتبار النتائج التي توصلت اليها مفاوضات واي بلانتيشن"، استناداً الى محاضر تلك المفاوضات التي تضمنت توافقاً على ترتيبات أمنية بين سورية واسرائيل في الجولان، متلازمة ومتناسبة ومتوازية. وذكرت هذه المصادر ان وفدي سورية واسرائيل، كانا توصلا في حينه الى توافق على هذه الترتيبات، على قاعدة اتمامها، على أساس فرضية الانسحاب الإسرائيلي من الجولان وفق المطلب السوري، حتى حدود الرابع من حزيران يونيو العام 1967. وأوضحت ان الجانب الأميركي جدد الاقتراح بأن تستأنف المفاوضات على أساس "الأخذ في الاعتبار نتائج واي بلانتيشن"، رداً على اقتراح سورية ان يتزامن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425 تبناه مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في الأول من نيسان ابريل الماضي، مع استئناف المفاوضات على المسار السوري بضمان أميركي - فرنسي لالتزام اسرائيل تسليم رئيسي الوزراء السابقين اسحق رابين وشمعون بيريز بمبدأ الانسحاب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران، الذي يرفض رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتانياهو الأخذ به. وأضافت المصادر ل"الحياة" ان سورية كانت قدمت اقتراحها الى فرنسا، خلال زيارة نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع لباريس قبل اكثر من شهرين الزيارة قبل الأخيرة وان واشنطن جددت الحديث في حل وسط في شأن أسس استئناف المفاوضات كانت اقترحته بعد انتخاب نتانياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية. وقالت ان الاقتراح الأميركي جاء نتيجة مشاورات فرنسية مع واشنطن، أبدت فيها الأخيرة تفهمها للموقف السوري، معتبرة اياه محقاً خصوصاً أنه يستند الى تأكيد من الرئيس الأميركي بيل كلينتون للرئيس حافظ الأسد أنه تلقى وعداً من رابين آنذاك بالاستعداد للانسحاب الإسرائيلي من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران. وأضافت "لكن واشنطن ترى، ما دام نتانياهو يرفض التزام ما تعهده رابين ومن بعده بيريز، ان مخرج "الأخذ في الاعتبار نتائج واي بلانتيشن" قد يفضي الى ارضاء المطلب السوري اثناء التفاوض مجدداً". وأكدت ان موقف واشنطن هذا جاء في سياق تأكيدها الحرص على أن يأتي التبني الإسرائيلي لتطبيق القرار الدولي الرقم 425 في لبنان، في سياق اطار احداث تقدم في عملية السلام واخراجها من الجمود التي هي فيه على المسارات الأخرى، والا يأتي معزولاً عن هدف الادارة الاميركية احداث تطور في الحل الشامل، لا في جنوبلبنان فحسب". وشددت على ان المشاورات الفرنسية - الاميركية متواصلة لايجاد صيغة لاستئناف التفاوض على المسار السوري، في توقيت يتناغم مع تطور الموقف الاسرائيلي من تطبيق القرار 425، وان هذه المشاورات تتم في ظل تفهم باريسوواشنطن الموقف اللبناني - السوري الرافض للتفاوض على ترتيبات أمنية بين لبنان واسرائيل في الجنوباللبناني في مقابل الانسحاب الإسرائيلي منه. وأكدت ل"الحياة" ان واشنطن مستمرة في النظر ايجاباً الى التبني الاسرائيلي للقرار 425 من جهة وفي سعيها الى الاستفادة منه لدفع عملية السلام، ولهذا جددت اقتراحها في شأن طريقة استئناف التفاوض على المسار السوري، لكن دمشق غير متحمسة لهذه الصيغة، لأنها خالية من أي ضمان للانسحاب الاسرائيلي حتى حدود 4 حزيران. وقالت المصادر ان هذا ما دفع دمشق على لسان وزير الدفاع العماد الأول مصطفى طلاس الى التأكيد مجدداً ان لدى سورية وثيقة خطية من كلينتون بالتزام رابين الانسحاب من الجولان. واشارت الى ان نفي بيريز وجود "تعهد خطي" من اسرائيل، وشكه في أن يكون كلينتون أعطى أي تعهد، لا ينفي ان يكون الرئيس الاميركي أعطى ضماناً ما لسورية.