هل عارضة الأزياء الجميلة مكتملة على الصعيد الجوهري أيضاً؟ ليكون الشكل الجميل معادلاً، موضوعياً، لجمال الروح، ولكن يبقى الظاهر هو الأقوى والأكثر حضوراً. تعارض عارضة الأزياء التونسية أميرة الأزرق هذه المقولة وتؤكد في حديث إلى "الحياة" على "تكامل وجوه الجمال: الشكل والسلوك والوعي". وقالت أميرة عن اختيارها هذه المهنة "الصعبة": "لم اكتشف صعوبتها إلا عندما انغمست بها، فقد كانت مجرد هواية عشقتها منذ الصغر، وتشجيع الاهل منذ البداية دفعني إلى دخول هذا الميدان، وكان لهم الفضل الأكبر في ذلك، ولكن في الوقت نفسه تظل لهم تحفظاتهم على بعض العروض الخاصة بالملابس الداخلية والمايوهات". وتحدثت عن كون عارضة الأزياء واجهة من الجمال والتكامل المظهري والسحري، وعن "ضرورة ان يترافق جمال الشكل مع جمال الروح الذي يضمن للعارض أو للعارضة النجاح، لأن جمال الوجه غير كاف للتعبير عن الجمال، فالاثنان مطلوبان". وأعربت عن ضيق العارضة، في أحيان، من اضطرارها، بحكم مهنتها، "للحضور معظم الأوقات بأبهى صورة من ناحية المكياج وتسريحة الشعر، ولذلك لا تستطيع دائماً ان تكون طبيعية، لكنني على المستوى الشخصي، أحاول من وقت إلى آخر ان أكون طبيعية لمنح بشرتي وشعري بعض الراحة". وتؤكد أميرة أنها في الأصل "ربة منزل قديرة، أجيد الطهي والغسيل ولا أرى تعارضاً في ذلك، فالعروض والاناقة لا تمنعنا من الاهتمام بشؤون البيت". "وتحتل الملابس والمكياج النسبة الأكبر في انفاق المال، وهذا ما يتعبني، فمعظم ما أكسبه من هذه المهنة يذهب لقاء أزيائي ومتطلباتي". ولو لم تكن عارضة أزياء، لكانت عملت مذيعة تلفزيونية "لأنني أحب التعبير عن رأيي ونفسي للناس". من هي العارضة التي تتمنين مجاراتها؟ - لا تستدركني الآن اسماء عربية، ولكن من الاسماء العالمية سيندي كروفورد. وفي تونس التي تفتقد معاهد مختصة، تهتم بعروض الأزياء، شاعت كثيراً مهنة عارضة الأزياء، ودخلت فتيات كثيرات هذا المضمار من دون سابق خبرة أو دراسة، ما يفترض، في رأي أميرة، بعض اللمسات الخاصة بالعارضة التي تضيفها على مهنتها "لا سيما حضورها الخاص على البلاديوم وحفظ دورها جيداً قبل بدء أي عرض، تجنباً للفشل، إضافة إلى عدم تقليد أي من زميلاتها". وترى أن مقومات عارضة الأزياء العربية الناجحة هي "الثقة بالنفس والحضور المتميز، إضافة إلى جمال الشكل والروح".