يشكل التقاء الثقافات نقطة محورية في العمل الابداعي مهما اختلف نوعه، ويساهم في التميز في الأطر العامة التي تحمل لمسات فنية. مصممة الأزياء المغربية سهام طيب التي ولدت في أمستردام شاهدة حية على ذلك. قدمت طيب في أسبوع الموضة في مسقط مجموعة من الأزياء المتنوعة القصات والألوان، في تنوع جذري يميّز كل تصميم من تصاميمها عن الآخر، من دون أن يفقدها نفحتها البسيطة التي تزيد من تألقها. في مجموعة تعبّر عن روح المرأة المغربية، أتت التصاميم مزيجاً بين السحر والخيال أشبه بملابس أميرات القصص، لتنقل سحر المغرب إلى أقصى بلدان العالم بنفحات أوروبية. تتذكر طيب مسيرتها بكلمات يطبعها الحنين: «لطالما ابتهجت بالملابس بدءاً بملابس لعبتي، ولمّا كبرت قليلاً صرت أصمم ملابس المقربين مني في المناسبات، وكان الجميع يتساءلون عن اسم مصمم تلك الملابس، وبدأت تصميم الأزياء في ال 24 عاماً، وعلى رغم ولادتي ونشأتي في أمستردام، بقيت أميل عشقاً لهويتي الحقيقية المغربية، فقررت أن أواصل العمل في تصاميم بلدي». تؤكد طيب أن عمل مصممة الازياء ليس سهلاً، بخاصة أن عملها مقسم بين كازبلانكا وأمستردام، مبدية إعجابها بتصاميم «شانيل»، لما تحويه من جنون في الأفكار، وأناقة وأفكار جديدة مع كل عرض. واعتبرت أن المرأة السعودية لطالما شكّلت هاجساً لها في محاكاتها بالتصاميم بخاصة أنها ذوّاقة بما ترتديه. وعلى هامش أسبوع الموضة في مسقط، قالت ملكة جمال المغرب وهولندا لعام 2011 غزلان كرامر زروال التي شاركت في عرض الأزياء مع سهام طيب، إن «العلاقة بين مصممي الأزياء والعارضات تتخذ الشكل النموذجي في المجال العملي، إذ ثمة علاقة بين ما تعرضه العارضة من أزياء ورؤية المصمم للفكرة التي يجهد لإظهارها». وتعتبر ان لعارضة الأزياء، دوراً مهماً بإعطاء فكرة بصرية عن الكيفية التي يجب أن يبرز من خلالها التصميم أو الماركة، وتقول: «روح العارضة هي جزء من روح الفستان المصمم، العارضة تستطيع خلق عالم من الحلم للناس». وتؤكد أن الفكرة القائمة على أن العارضة «خرساء» غير دقيقة ومجحفة إذ أن معظم عارضات الأزياء في العالم متعلمات وصحبات شهادات جامعية. وترى أن عمل عارضة الأزياء لا يقتصر على الشهرة وحصد المال، وإنما يمكن أن يخدم المجتمع من خلال التوعية على أضرار المحيطة بالبيئة مثلاً، أو الأطفال، وغيرها من النشاطات المفيدة للمجتمع.