أعلنت الهند ان المقاتلين الكشميريين انسحبوا من معظم المواقع التي سيطروا عليها في مرتفعات كارغيل داخل الشطر الهندي من كشمير. وألمحت الى تمديد المهلة المعطاة لهؤلاء لاستكمال انسحابهم، ما يضع حداً لأزمة بين باكستانوالهند استمرت شهرين وكانت الأسوأ من نوعها منذ 1971. وأشادت مصادر هندية بالجهود التي بذلتها السعودية في احتواء الأزمة. إسلام اباد، نيودلهي - "الحياة"، ايانز، رويترز - أعلنت القيادة العسكرية الهندية امس الجمعة ان المقاتلين الكشميريين استكملوا انسحابهم من معظم المواقع التي احتلوها قبل شهرين في الشطر الذي تسيطر عليه الهند. واكدت مصادر عسكرية هندية انه تم تمديد المهلة النهائية للكشميريين ليستكملوا انسحابهم من بقية المواقع، اليوم السبت. وأكد مسؤولون باكستانيون ان الانسحابات جارية لكنهم نفوا وجود مهلة لذلك، فيما تظاهر مئات من انصار "الجماعة الاسلامية" عقب صلاة الجمعة امام مسجد الملك فيصل في اسلام آباد احتجاجاً على الانسحاب. وترافق ذلك مع توعد بعض الفصائل المتطرفة ب"شن هجمات انتحارية ضد القوات الهندية"، بعد اجبار الكشميريين على الانسحاب. وقال ناطق باسم الجيش الهندي ان قواته استعادت السيطرة على المواقع التي انسحب منها الكشميريون في قطاعات باتاليك وكاكسار ودراس، اضافة الى المرتفعات المطلة على خط المراقبة بين شطري كشمير، ما عدا بعض المرتفعات في قطاعي دراس وموشكوه، كان الانسحاب منهما جارياً أمس. وقامت طائرات حربية هندية بالتحليق في طلعات استكشافية فوق جبال الهملايا فجرا للتحقق من الانسحابات، ثم بدأ الجنود الهنود تقدمهم في اتجاه المواقع التي تم اخلاؤها، تتقدمهم عناصر من سلاح الهندسة مزودة كاشفات الغام. وكانت الطائرات الهندية اوقفت غاراتها الجوية على مواقع الكشميريين لتسهيل انسحابهم، بعد اتفاق الجانبين على ترتيباته المبدئية في اعقاب التفاهم الذي أبرمه في هذا الشأن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون. إشادة بالسعودية وفي وقت بدأ البلدان تجاوز ازمة كادت تهدد بحرب شاملة وغير تقليدية بينهما ، اشادت مصادر هندية في نيودلهي امس، بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية باعتباره "أكثر الجهود الديبلوماسية التي بذلت، فعالية ونجاحاً". ورأت المصادر نفسها ان الدور الذي لعبته السعودية في تفكيك الازمة، عكس عمق العلاقات التي تربطها بباكستانوالهند في آن. كما أشارت إلى دور السعودية في اقناع منظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ موقف معتدل من الصراع الهندي - الباكستاني وذلك أبان اجتماع وزراء خارجية المنظمة الذي عقد في بوركينا فاسو أخيراً. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ناشد غداة صدور البيان الأميركي - الباكستاني بعد اجتماع كلينتون شريف في واشنطن، كلاً من الهندوباكستان ضرورة العمل على حل خلافاتهما بالوسائل السلمية، كما أكد على أهمية الأمن والاستقرار في الإقليم. وأشادت المصادر الهندية بالعلاقات مع السعودية التي "تشهد نمواً مطرداً خصوصاً أن الرياض ترى في نيودلهي سوقاً ضخمة لمنتجاتها النفطية، فيما ترى الهند في السعودية مصدراً مهماً للمنتجات النفطية التي ستحتاج إليها بصورة كبيرة في القرن المقبل".