عاد التوتر الى العلاقات الباكستانية - الهندية أمس نتيجة اتهام اسلام آباد نيودلهي بالمماطلة في تسليمها جثث ضباط باكستانيين وفرض شروط تعجيزية. جاء ذلك بعد انفراج نسبي في الأيام السابقة نتيجة الموافقة الباكستانية على سحب المقاتلين الكشميريين من مواقعهم في الشطر الهندي من كشمير والتي استولوا عليها خلال الشهرين الماضيين. توترت العلاقات بين باكستانوالهند مجدداً أمس الاربعاء بعدما اتهم الناطق باسم الخارجية الباكستانيالهند بالمماطلة في تسليم جثث ثلاثة من الضباط الباكستانيين الى إسلام آباد.. وترافق ذلك مع تراشق مدفعي على طول خط المراقبة بين الجانبين، للمرة الاولى منذ الاعلان عن بدء انسحاب المقاتلين الكشميريين من مواقعهم إثر ابرام رئيس الوزراء الباكستاني اتفاقاً في هذا الشأن مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون. في غضون ذلك، تمكنت قوات من الكوماندوس الهندي من تحرير 12 من الرهائن الهنود كان المقاتلون الكشميريون يحتجزونهم منذ أول من أمس. وقالت المصادر الهندية إن قواتها تمكنت من قتل أحد الكشميريين الذين قتلوا الثلثاء أربعة من الضباط والجنود الهنود. ورأى مراقبون في تصريحات الناطق باسم الخارجية الهندي راميند سنغ إشارة على التوتر في العلاقات الهندية - الباكستانية عندما وضع ثلاثة شروط من أجل استئناف المفاوضات وهي: الانسحاب الكامل للمقاتلين الكشميريين واحترام خط المراقبة وتفكيك المجموعات الإرهابية داخل كشمير الهندية. وبدت هذه الشروط تعجيزية اذ يستحيل على حكومة نواز شريف ان تفي بها. فالإنسحاب الكامل غير ممكن في ظل رفض المقاتلين الكشميريين له واكتفائهم بإعادة الانتشار في بعض المواقع، حسبما أعلن مجلس الجهاد الكشميري الموحد أول من أمس. أما احترام خط المراقبة والحيلولة دون عمليات تسلل عبره فسيضع الحكومة الباكستانية في موقع صدام مباشر مع المجموعات الكشميرية، في حين ان المطالبة بتفكيك المجموعات "الإرهابية" الكشميرية، امر كشميري داخلي يصعب على اسلام آباد التحقق منه. وينظر المسؤولون الباكستانيون الى المطالب الهندية على أنها تتنافى مع ما اتفق عليه بشأن إطلاق المفاوضات فور بدء انسحاب المقاتلين الكشميرين. وقال الناطق باسم الخارجية الباكستاني أمس: "نحن لسنا معنيين بالأعمال التي تحصل على طول خط الهدنة، فإذا كانوا الهنود يريدون وقفها، عليهم القبول بمراقبين دوليين لنرى هل ان دعاياتهم صحيحة؟". ولمح إلى أن الهند غير جدية ومتشددة إزاء المفاوضات مع باكستان. وكانت نيودلهي وافقت في البداية على تسليم الجثث الثلاث الى الباكستانيين ثم طلبت من الصليب الأحمر الدولي أن تقدم إسلام آباد طلباً رسمياً يؤكد على أن الجثث باكستانية. وعلّق الناطق على ذلك بالقول: "كيف نكتب ذلك ونحن لم نتحقق ولم نعاين الجثث حتى الآن؟". واتهم الناطق الهند بالمماطلة، ونقل الجثث إلى نيودلهي لأغراض سياسية، بينما المتبع في هذه الحالات أن تُسلم الجثث الى اصحابها في الجبهة.