ناشدت إسلام آباد المقاتلين الكشميريين الانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها في الشطر الهندي من كشمير، فيما تصاعدت حدة القتال بينهم وبين القوات الهندية التي اكدت انها استعادت قمة استراتيجية جديدة من الكشميريين واعربت واشنطن عن نفاذ صبرها من استمرار الازمة. ناشدت إسلام آباد أمس الجمعة المقاتلين الكشميريين الانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها في قطاع كارغيل في اقليم كشمير الخاضع للسيادة الهندية. وجاءت المناشدة في بيان لجنة الدفاع التابعة لمجلس الوزراء والتي اجتمعت لساعات طويلة بحضور رئيس الوزراء نواز شريف وقائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف وكبار المسؤولين. في غضون ذلك، تصاعدت حدة القتال بين المقاتلين الكشميريين والقوات الهندية، ما اسفر خلال الأيام الأربعة الماضية عن سقوط 164 قتيلاً في صفوف الطرفين وذلك منذ اتفاق الرئيس الأميركي بيل كلينتون ونواز شريف على سحب المقاتلين الكشميريين من كارغيل. وفي وقت نفت مصادر هؤلاء ان يكون لديهم استعداد للانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، رأى مراقبون استحالة أن يواصل الكشميريون القتال إذا سحبت إسلام آباد دعمها لهم. وتوقعت مصادر باكستانية مطلعة ان يصار إلى سحب المقاتلين خلال 72 ساعة. وعزت اشتداد المعارك إلى "ضرورات عسكرية ترافق الانسحابات عادة"، وذلك من أجل تأمين خطوط الانسحاب. في غضون ذلك، قال وزير شؤون كشمير عبدالمجيد ملك إن الرئيس الأميركي بيل كلينتون تعهد حل الأزمة الكشميرية في غضون 18 شهراً وهي المدة الباقية من فترة ولايته. ولم يستبعد بعض المصادر في إسلام آباد أن يُرغم بعض الجنرالات الباكستانيون على تقديم استقالاتهم من أجل تحميلهم المسؤولية الكاملة عمّا جرى. ومن المقرر أن يُلقي رئيس الوزراء نواز شريف خطابه للأمة الباكستانية من خلال الاذاعة والتلفزيون لتوضيح الاتفاق الأخير الذي سبب امتعاضاً في الشارع الباكستاني، خصوصا وسط الأحزاب الدينية، إذ أن الجماعة الإسلامية الباكستانية بزعامة القاضي حسين أحمد اتهمت شريف بالخيانة وطالبته بالتنحي عن السلطة. العمليات الهندية وأعلن الجيش الهندي امس انه استولى على نقطة استراتيجية فى منطقة جبلية تدور فيها معارك بين شطرى كشمير. واكد مسؤولون عسكريون فى نيودلهي ان القوات الهندية استولت على قمة استراتيجية فى قطاع باتاليك قرب كارغيل بعد معارك ضارية مع المقاتلين المتسللين. وتعتبر باتليك نقطة العبور الى القمة الجليدية فى سياشين على ارتفاع 6669 متراً التي تخضع للسيادة الهندية وتطل على باكستان والصين. وقال مسؤول هندي ان هذا التقدم "يسمح باقامة نقطة انطلاق للقوات الهندية فى هذا القطاع الحيوي". وذكر ناطق عسكري هندي ان تقدماً كبيراً احرز على اثنتين من القمم الثلاث المهمة فى قطاع باتليك والمعركة تدور بضراوة للاستيلاء على قمتين اخريين. واوضح ان المعارك كانت على اشدها مساء الجمعة في قطاع دراس. استعجال اميركي الى ذلك، عبّر مسؤولون في البيت الابيض عن شىء من نفاد الصبر والقلق ازاء باكستان، في انتظار ان تفي اسلام آباد بالتزاماتها وفقاً لبيان مشترك الاسبوع الماضي بين رئىس الوزراء الباكستاني والرئيس الاميركي. وقال بي. جاي. كراولي الناطق باسم مجلس الامن القومي "نراقب الموقف عن كثب، وسنرى اذا كانوا سينفذون الخطوات الملموسة التي وُعدنا بها في مطلع الاسبوع الجاري". واضاف انه "يبدو واضحاً لنا ان الحكومة الباكستانية تعرف ما ينبغي القيام به. ونأمل ان تتخذ هذه الخطوات كي تزال عقبة تعترض اجراء حوار ثنائي. لم يحدد الاتفاق جدولاً زمنياً، لكن اعتقد ان الهندوباكستان والولايات المتحدة كلها تدرك خطورة الوضع والحاجة الى التحرك بسرعة".