تضارت الانباء في شأن انسحاب المقاتلين الكشميريين من المواقع التي احتلوها في الفترة الاخيرة، ففيما اعلن في باكستان ان الانسحاب سيتم خلال 48 ساعة، نفى "المجلس الاعلى" للفصائل الكشميرية هذه الانباء ودعا المقاتلين الى مواصلة الحملة ضد الجيش الهندي. واعلن رئيس وزراء الهند آتال بيهاري فاجبايي "تحرير" منطقة كارغيل. وقالت مصادر باكستانية ل"الحياة" ان المقاتلين الاسلاميين يستعدون للانسحاب من كارغيل بناء على وعد اعطوه لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي التقى قادة الفصائل الكشميرية الجمعة وشرح لهم الاتفاق الذي وقّعه مع الرئيس بيل كلينتون. وتوقعت بعض المصادر الباكستانية ان يتم الانسحاب في غضون الثماني والاربعين ساعة المقبلة. وواصلت القوات الهندية عملياتها العسكرية على مواقع المقاتلين الكشميريين واعلنت استعادتها قاطع بالتيك الاستراتيجي، وهدد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي بمواصلة المعارك حتى طرد "آخر المتسللين الباكستانيين". وصادق امس مجلس الوزراء الباكستاني على اتفاق واشنطن الذي وصفه بأنه خطوة مهمة لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة جنوب آسيا، ووجه رئيس الوزراء الباكستاني خطاباً الى الشعب في وقت متأخر امس شرح فيه الدوافع التي جعلته يتخذ قرار سحب المقاتلين الكشميريين من كارغيل، وقوبل ذلك بانتقادات واسعة النطاق من المجموعات الكشميرية واحزاب المعارضة الاسلامية، اذ نظّمت اللجنة النسائية في الجماعة الاسلامية الباكستانية تظاهرة ضد الاتفاق الذي وصفته ب"الخيانة" مطالبة شريف بالتنحي عن السلطة. من جهته نفى "المجلس الاعلى" للمقاتلين امس انباء عن استعدادهم للاستجابة الى نداء باكستان للانسحاب من كارغيل. وجاء في بيان المجلس "يؤكد المجلس على مواصلة الجهاد وعلى ان الانسحاب من كارغيل سيضرّ بالكفاح من اجل حرية كشمير وان المجاهدين سيقاتلون حتى الرمق الاخير لتحرير وطنهم من القوات الهندية المعتدية". وصدر البيان بعدما نشرت وسائل اعلام باكستانية ان المقاتلين الكشميريين سيستجيبون لنداء اسلام اباد بالانسحاب من التلال التي يحتلونها على الجانب الهندي من خط المراقبة. واضاف البيان "على رغم جميع الموامرات الدولية سيواصل المجاهدون التقدم بعون الله حتى يحققوا هدفهم".