عقد مسؤولون عسكريون من حلف شمال الاطلسي ويوغوسلافيا امس الاحد جولة ثانية من المحادثات لترتيب انسحاب القوات اليوغوسلافية والصربية من اقليم كوسوفو، حسب خطة التسوية السلمية التي وافقت عليها بلغراد الخميس الماضي. ويعقد وزراء خارجية دول الثماني اجتماعاً في المانيا اليوم لوضع قرار يرفعونه الى مجلس الأمن، فيما غادر المندوب الأوروبي مارتي اهيتساري الى بكين لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين في شأن القرار والتصويت عليه. وجرت اجتماعات امس في مركز الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات الحلف الاطلسي في مدينة كومانوفو شمال مقدونيا، وشارك فيها قائد قوات الحلف في مقدونيا الجنرال مايكل جاكسون، فيما ترأس الوفد اليوغوسلافي نائب قائد الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي الجنرال سفيتوزار ماريانوفيتش الذي لم يحضر اجتماعات أول من أمس السبت لأسباب اعتبرها الصرب أمنية. وتركزت المناقشات امس بين الجانبين على كيفية انسحاب قوات الجيش والشرطة والميليشيات الصربية من اقليم كوسوفو حسب خطة الحلف التي تريد "ان يكون التجمع في منطقة عاصمة الاقليم بريشتينا ومنها الى صربيا". وذكرت مصادر الاجتماع في كومانوفو ان اليوغوسلاف "طلبوا اجراء تعديلات على الطرق التي يتم الانسحاب من خلالها وتمديد مدة الاسبوع باعتبارها غير كافية، اضافة الى ان اليوغوسلاف أكدوا على ضرورة وجود ضمانات بعدم انتشار جيش التحرير في الاقليم". وعلى رغم ما ظهرمن بوادر تسوية سلمية لمشكلة كوسوفو استمر نزوح الألبان من الاقليم ووصل امس المئات منهم الى شمال البانيا وأفاد غالبيتهم أنهم "من الرجال الذين كان اعتقلهم الصرب وافرجوا عنهم أخيراً". وذكر نازحون وصلوا الى مقدونيا امس أن حوالى نصف مليون الباني مشردون حالياً في الجبال والغابات داخل اقليم كوسوفو وسط أوضاع مأسوية بسبب عدم توفر المستلزمات الطبية وشح المواد الغذائية "وانهم قدموا طلباً الى حلف شمال الاطلسي ومنظمات الإغاثة الدولية لإيجاد وسيلة لإسعافهم بالسرعة الممكنة". وشهدت المنطقة الحدودية بين اقليم كوسوفو والبانيا اشتباكات عنيفة بين القوات الصربية ومقاتلي جيش التحرير وقصفت المدفعية اليوغوسلافية المنطقة الشمالية لألبانيا المحاذية لكوسوفو حيث توجد مخيمات اللاجئين.