أكد وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز ل"الحياة" امس انه سيغادر الى نيودلهي الاثنين المقبل لبحث سبل نزع فتيل التوتر بين البلدين، مشيراً الى رفض الهند جهود الوساطة التي عرضتها بعض الدول لتسوية النزاع المتفاقم في كشمير. وقال ل"الحياة" إنه سيعمل مع القادة الهنود على "إيجاد آلية من أجل نزع فتيل التوتر عبر الخبراء من كلا البلدين". وكشف الوزير الباكستاني ان دولاً مثل ايران وليبيا عرضتا الوساطة على البلدين إلا ان الهند رفضت أي وساطة في هذا المجال. وتزامن اعلان الوزير الباكستاني عن زيارته الى نيودلهي مع إطلاق باكستان سراح الطيار الهندي الأسير الذي اسقطت القوات الباكستانية طائرته قبل أيام بعدما خرق الأجواء الباكستانية. وسلمت الخارجية الباكستانية الطيار الى السفير الهندي في إسلام آباد. وقال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي أعلن النبأ في مؤتمر صحافي عقده امس: "إنني رجل سلام وأسعى اليه وما زلت متعهداً بإعلان لاهور الذي وقعنا عليه مع رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبابيي". وشدد شريف على ضرورة نزع فتيل التوتر في المنطقة لأن "القوتين النوويتين ينبغي ألا تكونا في حال مواجهة". غير ان الاجواء التفاؤلية هذه بددتها أصوات القذائف على طول خط الهدنة. إذ استمر القصف الجوي الهندي على المقاومين الكشميريين المتحصنين في جبال كارجيل لليوم الثامن على التوالي بينما تبادل الجانبان الباكستانيوالهندي القصف المدفعي. وأبدت مصادر باكستانية مطلعة امس في تصريحات ل"الحياة" مخاوفها من ان يدفع فشل الهند في إخضاع المقاومة الكشميرية الى شن حرب برية على كشمير الباكستانية وعلى مناطق البنجاب، وهو ما يعني اندلاع الحرب الشاملة بين البلدين. وقالت الشرطة الهندية امس ان ستة من أفراد قوات الأمن قتلوا في انفجار لغم في سيارتهم في ولاية بيهار الشرقية. واضافت ان الأفراد التابعين لقوة شرطة الاحتياط المركزية كانوا في طريقهم مساء الاربعاء الى مركز شرطة في ديوريا على بعد 40 كيلومترا من باتنا، عاصمة الولاية، عندما مرت سيارتهم فوق لغم يعتقد ان متشددين زرعوه. وقال كيه ايه جاكوب، المدير العام لشرطة بيهار ان قوات الامن كانوا في طريقهم لتعزيز مركز شرطة يتعرض لهجوم من متطرفين. وفي نيودلهي، أصيب 23 شخصا بجروح مختلفة عندما انفجرت قنبلة في أحد الاحياء القديمة. وقالت الشرطة ان 23 شخصاً، بمن فيهم ثلاثة من أفراد الشرطة، اصيبوا في الانفجار. واضافت انها فتحت تحقيقاً في الحادث لمعرفة هل كانت له علاقة بالتوتر الحالي بين الهندوباكستان في إقليم كشمير المتنازع عليه. من جهة اخرى، انتقد وزير الاعلام الباكستاني مشاهد حسين وقف الهند البث التلفزيوني الباكستاني على أراضيها وقال: "إن في كوسوفو تطهيراً عرقياً وهنا في الهند تطهير اخباري وإعلامي، لكن يبدو ان ثمن نسخة أخرى لميلوشيفيتش". ورأى الوزير الباكستاني ان وقف بث التلفزيون في الهند فيما تواصل القنوات الهندية بثها يشير الى ان الهند هزمت في المجال الاعلامي أمام باكستان.