بدأت الوحدات الروسية بالوصول الى كوسوفو للانتشار في القطاعات الاميركية والفرنسية والألمانية فيما عادت حركة الملاحة الجوية الى مطار بريشتينا باشراف مشترك بين حلف شمال الاطلسي والقوات الروسية. وحملت اول طائرة وصلت امس السبت الى مطار بريشتينا عددا من الفنيين الروس لاعداد الترتيبات لوصول الوحدات التي سيكون قوامها 3600 جندي. وتولت قوات بريطانية ضمان امن المنطقة المحيطة بالمطار وذلك في اعقاب شكوى الجنود الروس من تعرضهم لنيران القناصة. وتم افتتاح المطار، اذ بعد الطائرة الروسية وصلت طائرة فرنسية، وأصبح مجموع الطائرات الروسية والاطلسية التي هبطت وأقلعت امس من المطار 12 طائرة. ونص الاتفاق في شأن المطار على ان تناط بالروس الامور الامنية في داخله في حين يكون تنظيم الهبوط والاقلاع من اختصاص الحلف الاطلسي. وفي غضون ذلك اعرب قائد قوات حفظ السلام في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون عن اعتقاده بأن الأوضاع الامنية "ستتحسن بسرعة خصوصاً ان القوات الدولية تزداد باستمرار". وأكد في تصريح في بريشتينا ان القوات الدولية جاءت لحماية الجميع ودعا الصرب الى "التحلي بالشجاعة والبقاء في كوسوفو". ومن جهة اخرى سلّمت حكومة بلغراد 166 من البان كوسوفو المحتجزين في صربيا الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي نقلتهم الى بريشتينا. وشكّل المفرج عنهم الدفعة الأولى من حوالى ثلاثة آلاف الباني اعتقلتهم السلطات الصربية في الأشهر الثلاثة الاخيرة. ونظم اقارب الألبان الذين لا تزال تعتقلهم حكومة صربيا تظاهرة امس في بريشتينا طالبوا باطلاق سراح ذويهم او الكشف عن مصيرهم. وعلى صعيد آخر نظم الجنود الاحتياط في الجيش اليوغوسلافي احتجاجات في مدينة كرالييفو، وسط صربيا مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة. وأثرت حركة الاحتجاج على مرور العربات في المناطق الوسطى من صربيا بسبب سيطرة الجنود على عدد من الجسور. وأعلن في موسكو ان الجنرال فاليري ايغتوخوفيتش الذي يشغل منصباً قيادياً في القوة الروسية المرابطة في البوسنة عين قائداً لقوة حفظ السلام في كوسوفو. وعن أهداف موسكو من ارسال قواتها الى كوسوفو قال المارشال ايغور سيرغييف ان مشاركة روسيا في تسوية ازمة كوسوفو في زمن ما بعد الحرب "ضرورية لتثبيت الدور المهم لروسيا في أوروبا وبناء نظام امني فيها، وهي مهمة ايضاً لاسترداد الدور الأساس لهيئة الأممالمتحدة، ومن اجل منع نشوب نزاعات مشابهة في المستقبل". وأضاف وزير الدفاع الروسي ان مصالح روسيا العسكرية في البلقان تنحصر في حفظ السلام في يوغوسلافيا وتأمين وحدة اراضيها وسلامتها. اما الجنرال ليونيد ايفانوف، مدير دائرة التعاون الدولي في وزارة الدفاع، فقال ان انتشار القوة الروسية في كوسوفو "سيعيد التوازن الى الطوائف والمجموعات الاثنية في الاقليم". وعلى صعيد آخر تتوجه مجموعة من الضباط العاملين في وزارة الدفاع الروسية الى بروكسل غداً الاثنين لبحث تفاصيل عملية نشر القوة الروسية في كوسوفو مع مسؤول الحلف الاطلسي في أول اتصال عملي بين موسكو والناتو بعد اندلاع الحرب البلقانية، وتقول صحيفة "ازفيستيا" الحسنة الاطلاع ان الاتصالات المقبلة لن تقتصر على الازمة اليوغوسلافية بل ستشمل مناقشة علاقات موسكو والحلف الغربي.