يصل الرئيس الروسي بوريس يلتس اليوم الاحد الى كولونيا للانضمام الى قادة الدول الصناعية السبع الكبرى بعد ان زالت السحب التي كانت تعكّر سماء العلاقات بين موسكو والغرب بتوقيع اتفاق هلسنكي في شأن مرابطة الوحدات الروسية في كوسوفو. واعلن ناطق باسم الرئيس الروسي انه وافق على الاتفاق، فيما ابدت القوة الروسية المسيطرة على مطار بريشتينا استعدادها للتعاون مع قوات حفظ السلام. واستمرت المفاوضات الصعبة في العاصمة الفنلندية ثلاثة ايام توقفت خلالها مرتين وفي جولة ختامية استمرت 15 ساعة من دون توقف توصل وزراء الدفاع والخارجية من روسيا والولايات المتحدة الى اتفاق يقضي بأن تشارك موسكو بوحدات تعدادها 3600 عنصر توزع على القطاعات الاميركية والفرنسية والالمانية. وكان يلتسن ذكر الجمعة انه "سيتصدى لمحاولات الغرب منع روسيا من ان يكون لها قطاع خاص بها، الا ان المفاوضين الروس تراجعوا في الجولة الاخيرة. ولم يقدم وزير الدفاع المارشال ايغور سرغييف تفسيراً لهذا التراجع لكنه قال ان الحل الوسط يقضي ب"مشاركة نشيطة لروسيا وتعاون مع جيرانها الدول الاطلسية. وستبقى وحدة المظليين المؤلفة من 200 عنصر وتسيطر على مطار سلاتينا قرب بريشتينا في مواقعها الحالية وتنضم اليها عناصر روسية اخرى لتكون مسؤولة عن "الارض" فيما يتولى الاشراف على اجواء المطار وحركة الطائرات بريطانيون واطلسيون آخرون. واكد سرغييف ان الوحدات الروسية في كوسوفو ستكون مرجعيتها السياسية والعسكرية لموسكو، اي انها لن تخضع لقيادة الاطلسي. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري شارك في المفاوضات ان القوات الروسية ستتألف من خمس كتائب وهيئات ادارة وقاعدة تموين وشبكة لضمان امن المطار. وأكد المصدر ان ضباطاً من روسيا سيخلون مواقع في مختلف الهيئات المشرفة على قيادة عملية "K4" أوامر للسلام في الاقليم واحتفظ الروس لنفسهم بحق الامتناع عن تنفيذ الجنرالات الاطلسيين اذا لم توافق موسكو عليها. واعتبر وزير الخارجية ايغور ايفانوف اتفاق هلسنكي "تجسيداً لمشاركة روسية لائقة" في عمليات حفظ السلام وقال انه "يراعي مصالحنا وحقوقنا". ولمح الوزير الى ان العلاقات مع الحلف الاطلسي التي جمدتها موسكو فور اندلاع الازمة، قد تستأنف في حال اعلان الحلف "نهاية العملية العسكرية" ضد بلغراد. وذكر ان في هذه الحال ستجرى اتصالات تحدد في ضوئها العلاقات اللاحقة بين الطرفين. ويهيئ الاتفاق فرصة لتنقية الاجواء بين موسكو وواشنطن عشية قمة كولونيا الثمانية. الا ان الرئيس الروسي استخدم لهجة عنيفة ضد الغرب في مقابلة نشرت امس في مجلة "شبيغل" الالمانية. فقد اشار يلتسن الى ان "العدوان السافر الذي قام به حلف الاطلسي على يوغوسلافيا لا يجوز ان يغدو سابقة … تعود بالعالم الى العصر البدائي" وانتقد محاولات فرض "نموذج المركزية الاطلسية" ودعا الى اعتماد منظمة الامن والتعاون الاوروبية مرجعاً وحيداً "يحق له العمل في مجال الامن في القارة". وحذّر يلتسن من ان السلام في البلقان ما زال هشّاً للغاية". في بريشتينا أعلن الجنود الروس الذي يسيطرون على المطار امس انهم مستعدون للعمل مع حلف شمال الاطلسي لفتح المطار امام القوة الدولية. وقال الجنرال الكسندر رازومفسكي "من أهدافنا الرئيسية التعاون مع قوات حفظ السلام وضمان عدم تعطيل رحلات الاقلاع والهبوط للقوات التي ستحضر من روسيا ودول اخرى". وكان رازومفسكي يتحدث في اول مقابلة تجرى معه منذ ان فاجأ 200 جندي روسي من قوات المظلات حلف شمال الاطلسي بالتحرك من البوسنة الى بريشتينا وسط فرحة سكان المدينة من الصرب وسيطرتهم على المطار قبل ثلاث ساعات ونصف الساعة من دخول قوات الحلف كوسوفو. ومضى رازومفسكي يقول "نتعاون بالفعل خصوصاً مع البريطانيين لأن هذا هو قطاعهم… في جوارنا مجموعة تنسيق بريطانية تتفهم مهامنا ونتبادل معاً الآراء ومبدئياً لا توجد أي مشاكل". وتتمركز المجموعة البريطانية في خيمة كبيرة خارج مدخل المطار الذي كان هدفاً لغارات طائرات الحلف خلال الحملة الجوية التي دامت 78 يوماً وأرغمت بلغراد على الموافقة على سحب قواتها من كوسوفو.