انتشرت وحدات تابعة لحلف شمال الاطلسي في الطريق الرئيسية التي تربط الحدود المقدونية مع عاصمة اقليم كوسوفو بريشتينا في عملية عسكرية وصفت بأنها الأكبر من نوعها في اوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وجاء هذا التحرك للقوات الاطلسية بعد ساعات من وصول قوات روسية الى محيط بريشتينا واتخاذ مواقع لها في منطقة المطار جنوب غربي المدينة. وبدأ تحرك القوات الاطلسية صباح امس السبت بدخول أرتال من القوات البريطانية والفرنسية والالمانية من الاراضي المقدونية الى الاقليم واتخاذها مواقع في المرتفعات المطلّة على الطريق الموصلة الى بريشتينا وتمتد مسافة 60 كيلومتراً. وأفادت مصادر الحلف الاطلسي في مقدونيا ان الوحدات التي دخلت الاقليم استخدمت الدبابات والمصفحات وناقلات الجند، بمساندة جوية من طائرات مروحية "ولم تواجه أي مقاومة صربية". وأضافت انها التقت في طريقها بحوالى 30 جندياً عسكرياً صربياً "لم يبدوا أي مقاومة لدى تجريدهم من سلاحهم"، واشارت الى انها تسير ببطء "للتأكد من سلامة الطرق من الألغام التي كانت زرعتها القوات الصربية". وأشارت الى ان الحلف الاطلسي "قرر ان يكون مقر القائد الاعلى لقوات حفظ السلام الدولية الجنرال مايكل جاكسون في بريشتينا". وتوافرت معلومات في مقدونيا بأن عناصر من جيش تحرير كوسوفو استقبلوا قوات الحلف الاطلسي على مسافة عشرة كيلومترات داخل الاقليم بإطلاق نيران الاسلحة الرشاشة ترحيباً بالقوات الاطلسية، وحيّا المئات من السكان الألبان الذين تجمعوا على جانبي الطريق الارتال الاطلسية عند مرورها. ومن جهة اخرى اعتبرت وكالة الانباء اليوغوسلافية "تانيوغ" دخول القوات الروسية اقليم كوسوفو بأنه "شجع الكثير من السكان الصرب على عدم مغادرة ديارهم بعد انسحاب القوات الصربية من الاقليم". وذكر تلفزيون سكوبيا ان القوات الروسية دخلت كوسوفو "بالاتفاق مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش". والى ذلك نقلت اذاعة تيرانا امس عن رئيس الحكومة الموقتة لألبان كوسوفو هاشم ثاتشي "ان جيش التحرير لن يضمن سلامة القوات الروسية التي دخلت منطقة بريشتينا". ودعا ثاتشي القوات الروسية الى الانسحاب فوراً ووصف وجودها في كوسوفو بأنه "هجوم على وحدة الاقليم". وعلى صعيد آخر عاد حوالى مئة لاجئ من ألبان كوسوفو الموجودين في مقدونيا امس الى قراهم القريبة من حدود الاقليم. ودعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الألبان الموجودين في المخيمات في مقدونيا الى الانتظار وعدم محاولة العودة الى ديارهم "ريثما يتم توفير الحاجات الضرورية لعودتهم". وأكدت المفوضية انها "ستسعى الى التعاون مع قوات حفظ السلام الدولية لاعادتهم في أقرب وقت ممكن".