ظهرت خلافات واسعة بين موسكووواشنطن في شأن مرابطة الوحدات الروسية في كوسوفو وعلقت المفاوضات بين خبراء عسكريين من البلدين، فيما اكد رئيس الوفد الروسي ليونيد ايفاشوف ان بلاده "ستحدد قطاعها" بالاتفاق مع بلغراد، وبدأت طلائع القوات الروسية بالوصول الى يوغوسلافيا قادمة من البوسنة، قبل انتهاء المحادثات، واعتبر نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت هذا التصريح "مقلقاً وخطيراً". وعلقت الجولة الأولى من المحادثات مساء الخميس على ان يعود الجانبان الى القيادات السياسية، وقبل بدء الجولة الصباحية امس ذكر تالبوت انه "لا يتوقع اختراقاً" وأشار الى ان الاتفاق لا ينبغي ان يكون ثنائياً بل يجب ان تنضم اليه سائر الدول المعنية. ورد مدير العلاقات الدولية في وزارة الدفاع الجنرال ايغاشوف ان روسيا "لن تستجدي" من الاميركيين وانها ستحدد قطاعها في كوسوفو بالاتفاق مع القيادة اليوغوسلافية. وأكد ان المفاوضات علقت بسبب خلافات على "دور وموقع" القوات الروسية. وأوضح ان الحلف الاطلسي قسم كوسوفو الى قطاعات تحت سيطرة جنرالاته وعرض على روسيا ارسال قوات تحت قيادة هؤلاء. وأضاف ان بلاده لا يمكن ان تقبل عرضاً من الجنرال ويسلي كلارك قائد قوات الاطلسي في اوروبا بأن تكون الوحدات الروسية في القطاع الاميركي في الجنوب. وتابع: اذا كانت واشنطن تتحدث عن دور مهم لروسيا فيجب ان تترجم ما تقوله عملياً بالموافقة على وجود روسيا شمال كوسوفو. وتابع "اننا ننوي نشر قواتنا هناك في شمال الاقليم حيث توجد كثافة سكانية صربية". وزاد من تعقيد المفاوضات اعلان وزارة الدفاع انه لا يحق للحلف الاطلسي "تحديد المسؤوليات"، واشارتها الى ان ارسال الحلف قواته الى كوسوفو من جانب واحد "عمل غير مرغوب فيه". وفي ما يبدو محاولة للضغط سربت مصادر عسكرية الى وكالات الأنباء خبراً ان ألف عنصر، بينهم 300 مظلي سينقلون من روسيا الى مطارات بريشتينا ومدن يوغوسلافية لتهيئة مواقع لمرابطة سائر القطاعات الروسية التي قدرت ب10 آلاف عنصر. وذكرت وكالة انترفاكس" ان ست طائرات نقل ضخمة من طراز "ايليوشن" جاهزة للانطلاق. وأعرب تالبوت عن "قلقه" من هذه الأنباء وقال ان نية موسكو الاتفاق مع بلغراد مباشرة على نشر قوات وتحديد قطاع مسؤوليتها في كوسوفو "يناقض روح التفاوض وينطوي على مخاطر". وأجرى تالبوت مباحثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف وسكرتير مجلس الأمن القومي فلاديمير بوكين. وطلب الاخير "عدم اضفاء صبغة سياسية على خلافات في وجهات النظر" بين العسكريين. وأضاف ان المرجعية للقيادات السياسية التي قال انها تسترشد ليس بالوضع الراهن في البلقان وحده، بل ايضاً بمستقبل العلاقات الروسية - الاميركية. ويبدو ان تالبوت غادر موسكو بعد هذه التطمينات وتوجه الى بروكسيل لكنه عاد منها فور ورود انباء عن تحرك جزء من لواء مظلي روسي من البوسنة الى يوغسلافيا لاتخاذ مواقع في كوسوفو لاحقاً. ولم تؤكد قيادة قوات المظليين هذا النبأ لكنها رفضت نفيه. وذكر رئيس اركان هذه القوات الجنرال نيكولاي ستاسكوف ان وزير الدفاع ايغور سيرغييف امر بتجهيز 2500 عنصر لارسالهم الى كوسوفو وأضاف الجنرال "نحن مستعدون للتنفيذ في اي وقت فور صدور الأوامر".