قال وزير الخارجية الايرانية الدكتور كمال خرازي ان تقدّم العلاقات بين ايران والدول العربية "يجب ألا يتسبّب بأي قلق" من بعض الدول العربية. وأعلن، في تصريحات في بيروت حيث يوجد في زيارة رسمية ليومين، ان "كل الدول حرّة في اتخاذ قرار بتعزيز علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية". وكان خرازي الذي التقى رئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص، يردّ على سؤال عن قلق بعض الدول العربية من تنامي علاقات إيران مع دول عربية اخرى. واضاف: "يجب ألاّ يتسبّب تقدم العلاقات بين إيران والدول العربية بأي قلق، لأن الدول المعنية يجب أن تعي أن تنمية العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة سيكون أولاً لمصلحة السلام العالمي. ولا يصح لدولة او طرف ان يبدي مثل هذا القلق، ومن هذا المنطلق لا يحق لأي دولة ان تتدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر، خصوصاً لجهة تعزيز علاقات هذا البلد مع إيران". وعن ازمة الجزر الثلاث مع دولة الإمارات العربية المتحدة وهل هناك وساطة سعودية، قال: "كنا دائماً مستعدين لاستمرار المحادثات مع دولة الإمارات، وزرتها مرتين، ونرحّب بالمسؤولين الإماراتيين إذا قرروا زيارة ايران بدورهم لمتابعة المحادثات". واعلن خرازي انه لمس في محادثاته مع الرئيس لحود "وحدة المواقف بين الحكومة اللبنانية وسورية وتطابق هذه المواقف مع سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية للوقوف ضد الهيمنة الاسرائىلية". وقال ان "على اسرائيل ان تنسحب من الجنوب اللبناني والجولان من دون قيد أو شرط". واضاف انه ليس متفائلاً بوعود رئيس الحكومة الاسرائىلية الجديد إيهود باراك. وفي محاضرة القاها في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، تناولت سياسة ايران الخارجية والعلاقات مع العرب ولبنان، قال: "ان سياسة رفع مستوى العلاقات الثنائية مع لبنان على كل الصعد تندرج ضمن السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية القاضية بتطوير وتوسيع العلاقات مع الدول العربية والاسلامية. وهي تعتبر من الركائز الاساسية لسياستها الخارجية المبنية على إزالة التوتر وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقليمي". اضاف "ان توسيع العلاقات ورفع مستواها بين ايران ودول منطقة الخليج الفارسي يدلّ على عزم راسخ وجدّي لدى الطرفين على اتخاذ خطوات عملية على طريق تعزيز علاقاتهما، وهي لا تنحصر بهذه المنطقة تحديداً". وأكد "ان ايران خطت خطوات كبيرة ومؤثرة في بناء الثقة ونبذ التشنّج وإزالة التوتر بين دول العالم وخصوصاً الدول العربية والاسلامية". وسئل كيف توفّق ايران بين دعوتها الى تحرير الاراضي العربية المحتلة وعودة السلام والاستقرار الى الشرق الاوسط وبين استمرارها في احتلال الجزر العربية في الخليج العربي. فردّ بقوله: "كنت أتوقع في هذا الحضور، الذي يمثل شلة من اصحاب الثقافة والفكر، ان يطرح سؤالاً مرتبطاً بحضورنا هنا وبمداولاتنا هنا. ولكن، مع الاسف، لا علاقة لسؤالكم بما تفضّلنا به، فنحن طالبنا بتحرير الاراضي العربية وتأمين الاستقرار وارجاع الحقوق الى اصحابها. وهناك حقيقة اخرى هي ان هذه الجزر هي في الواقع ملك للاراضي الايرانية وهي تعود الى الاراضي الايرانية". واضاف "ان بريطانيا كانت احتلت الجزر الواقعة على ضفاف الخليج الفارسي. وعندما خرجت عام 9701 رجعت هذه الجزر مرة اخرى الى السيادة الايرانية. ان احتلال هذه الجزر بواسطة البريطانيين كان لفترة موقتة... وعادت الى الوطن الأم بعد خروج الجيش البريطاني، ومن هذا المنطلق لا نرى أي علاقة بين الاحتلال الاسرائىلي وهذه الجزر". وأكد ان الجزر التي وصفها بانها ايرانية هي كذلك "منذ القدم وسكانها هم من مواطني ايران بالذات، واذا ذهبنا الى أبعد من ذلك نرى ان الايرانيين كانوا يسكنون في الدول الواقعة في الخليج الفارسي وضمن الدول العربية الواقعة على ضفاف الخليج الفارسي".