عادت حيوانات المها العربي الى صحراء الربع الخالي. هذه الحيوانات الساحرة الجمال التي تسير بخطوات مستقيمة حتى إذا طوردت عادت توقع خطواتها الرشيقة على رمال الصحراء. وذكر الدكتور عبدالعزيز أبو زناده الأمين العام ل"الهيئة الوطنية للحياة الفطرية" أن الربع الخالي أعلن محمية طبيعية الى جانب 15 محمية سعودية اخرى أعادت توطين حيوانات ونباتات نادرة برية وبحرية كانت على وشك الانقراض. محمية "محازة الصيد" شمال شرقي الطائف أعادت توطين غزلان الريم والنعام الأحمر الرقبة، وعاد الى مرابعه الطبيعية طير الحُبارى الذي بكته سنوات طويلة أغنية بدوية مشهورة "طير الحبارى هجر أهله وترك مضجعه". مشاهد العودة ألهمت فنان الطبيعة الايرلندي جوليان فريرز الذي عرض 32 لوحة زيتية عن الحياة الفطرية العربية في معرض بعنوان "عطايا الصحراء". افتتح المعرض أول من أمس في بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية وتحدث فيه عالم البيئة السعودي عن منظومة المحميات الطبيعية، التي ستغطي 8 في المئة من مساحة السعودية الشاسعة. محمية "ريدة" في منطقة عسير، التي تغطيها غابات أشجار العرعر أعادت توطين عدد كبير من الطيور، بينها النسر الأسمر ونقار الخشب العربي والشاهين المغربي والعقعق العسيري. والغزلان التي نشأت أصلاً في شبه الجزيرة العربية عادت تمرح بالمئات في محمية "الوعول" وسط السعودية التي تضم الآن قطعاناً بكاملها من الوعول النوبية والغزلان الأصيلة التي لا وجود لها خارج المنطقة. وتتقافز الآن في أرض محمية "فرسان" غزلان الأدمي التي تطورت عن غزلان غزالة الجبلية الفلسطينية المشهورة، فيما تحلق في سماء المحمية التي تقع جنوبالبحر الأحمر طيور العقاب النسارية، بعدما أوشكت على الانقراض، وتعوم في مياهها الساحلية السلاحف البحرية النادرة وأسماك عرائس البحر، التي تعتبر أقرب الكائنات البحرية قرباً من البشر. وكرست محطة تلفزيون "بي بي سي" بلفاست تقريراً رئيسياً عن افتتاح المعرض في نشرتها الاخبارية المسائية. عرض التقرير لوحات طير الحبارى في لحظة انتفاشه الغرامي، وطير الشاهين المفترس يطارد الحبارى. ولوحات للمها العربي يتبارز بقرونه الرشيقة الشبيهة بالسيوف، وقط الرمال الذي بلغ تكيفه مع البيئة الصحراوية الى حد أنه يعيش العمر كله من دون تناول الماء. يستخدم هذا القط الشعر النامي في أخمص أقدامه كحذاء التزحلق على الجليد للركض السريع من دون أن يغطس في الرمال الناعمة. واعتبرت مفاجأة مثيرة لوحات لحيوانات لا يتخيل أحد وجودها في السعودية، كالنعام والكروان وطيور أبو المنجل الصلعاء والفهد الصياد الشيتا والوشق ووعل الجبال. ورافق المعرض كتاب فني صدر بطبعة نفيسة محدودة أصدرته "المؤسسة الدولية لحماية وتنمية الحياة الفطرية" التي يرعاها الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران. وذكر الدكتور سامي جادالله المدير العام للمؤسسة الدولية التي يقع مقرها في مدينة أغادير في المغرب أن المعرض سينقل من بلفاست الى لندن والرياض في جولة على العواصم العربية والعالمية.