اكدت اسرائيل امس انها "تُنسق في شكل كامل" مع الاثيوبيين لترحيل ثلاثة آلاف يهودي اثيوبي فالاشا الى الدولة العبرية، وانها نقلت 200 منهم خلال الاشهر الثلاثة الماضية. لكن الحكومة الاثيوبية نفت علاقتها بعملية الترحيل، كما نفت حصول اي تنسيق مع الدولة العبرية في هذا الشأن. وزاد هذا التناقض من الغموض المحيط بالدور الاثيوبي في الخطة الاخيرة لترحيل الفالاشا، والتي بحث مسؤولون اسرائيليون في تفاصيلها اللوجستية في اجتماع عقد امس، استناداً الى مصادر في وزارة الاستيعاب. وكان شهود أكدوا ل "الحياة" في اديس ابابا ان موظفين من "الخطوط الجوية الاثيوبية" شركة حكومية، ترددوا خلال اليومين الماضيين الى مبنى السفارة الاسرائيلية في العاصمة الاثيوبية حيث يُعتقد انهم ينفذون إجراءات الترحيل التي ستتم بدءاً من الاسبوع المقبل. وأكدت مصادر في وزارة الاستيعاب الاسرائيلية ل"الحياة" أن عملية نقل 3000 يهودي أثيوبي الى الدولة العبرية واستيعابهم تتم حسب الخطة الموضوعة في هذا الشأن. وكان رئيس الحكومة الاسرائىلية السابق بنيامين نتانياهو وافق على هذه الخطة بعد هزيمته في الانتخابات. واوضح المصدر ذاته ان 200 من الفالاشا نُقلوا الى اسرائيل خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وان نحو 88 آخرين سيصلون الثلثاء المقبل. واكد ان كل اليهود الاثيوبيين الذين سيصلون في إطار الخطة الاخيرة سيقيمون في شقق سكنية بدلاً من المنازل الجاهزة المقطورة كرافانات كما كانت عليه الحال في السابق. وسيسكن نحو 600 منهم في محيط مدينة القدس فيما يوزع الباقي على "مراكز الاستيعاب" الخاصة بالوزارة في مناطق مختلفة. وأكدت المصادر الاسرائيلية نفسها أن عملية نقل الفالاشا تتم ب "تنسيق كامل" مع السلطات الاثيوبية وسيجري نقلهم عبر جسر جوي على متن "شركة الطيران الاثيوبية". وفي اثيوبيا نفت الناطقة باسم الحكومة سولومي تاديسي توقيع اي اتفاق مع وزارة الخارجية الاسرائيلية لترحيل الفالاشا الى اسرائيل، وأكدت ان اثيوبيا "لن تسمح لمواطنيها بأن يرحلوا من البلاد بالشكل الذي تروجه وسائل الاعلام الاجنبية لتشويه صورتها". لكنها اضافت "ان من حق اي مواطن ان يرحل الى البلد الذي يختاره بعد انهاء الاجراءات اللازمة في ادارة الهجرة والجوازات"، مشددة في الوقت نفسه على "ان اثيوبيا لن تبيع مواطنيها كما حصل في عهد منغيستو هايلي ماريام". ونشرت صحيفة "ريبورتر" الاثيوبية في نيسان ابريل الماضي ان 200 من الفالاشا ارسلوا في دفعة اولىى الى اسرائيل في عملية بلغت نفقاتها 5،1 مليون دولار اميركي.