اتخذ النزاع الحدودي بين أديس أبابا وأسمرا أمس بعداً جديداً مع تزايد عمليات الطرد والاعتقال المتبادلة لاريتريين من اثيوبيا ولاثيوبيين من اريتريا. وعلى رغم الهدوء الحالي على الجبهات العسكرية، أكد مصدر ديبلوماسي في أديس أبابا ل "الحياة" أن الحكومة الاثيوبية طلبت من عناصر الجيش الوطني السابق، الذي اوقف عن الخدمة منذ 1991، الانضمام إلى صفوف القتال ل "التصدي للعدوان الاريتري في مقابل دفع رواتبهم بمفعول رجعي عن السنوات السبع الماضية". وقال المصدر إن اثيوبيا اطلقت ستة من الطيارين المعتقلين منذ سقوط نظام منغيستو هايلي ميريام، وباشروا التدريبات اللازمة للعمل ضمن القوات الجوية الاثيوبية. وكذلك استدعي عدد من الطيارين الذين يقيمون في اليمن كلاجئين. وأعلنت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي أن أكثر من ألف شخص من أعضاء "الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" يقيمون في اثيوبيا، اعتقلوا أول من أمس بتهمة "التجسس والدعم المالي والمعنوي للحكومة الاريترية"، وسيطردون من البلاد بأسرع وقت ممكن، لأنهم يشكلون "تهديداً للأمن القومي". و"الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" هي الحزب الحاكم في أسمرا، وجرى تغيير اسمها بعد تحرير اريتريا عام 1991 إلى "الجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية"، ويرأسها رئيس الدولة أساياس أفورقي، فيما يتولى الأمين محمد سعيد منصب الأمين العام فيها. وقالت تاديسي إن حملة الاعتقالات جرت فجر أول من أمس في أديس أبابا حيث يوجد المقر الرئيسي ل "الجبهة الاريترية". وأوضحت أن لدى "الجبهة" أربعة فروع أخرى في مناطق خارج العاصمة، إضافة إلى مراكز صغيرة عدة، وأن السلطات المعنية تواصل التحقيق مع أعضاء هذه الفروع والمراكز في إطار اتهامات ب "جمع أموال وتسريب معلومات والمشاركة في أعمال تجسس واطلاق حملات دعائية لمصلحة المجهود الحربي" الاريتري. وتؤكد الحكومة الاثيوبية ان نحو 130 ألف اريتري يعيشون في اثيوبيا، لكن تاديسي قالت إن التدابير التي اتخذت الجمعة لا تشملهم. وكانت تاديسي اتهمت الحكومة الاريترية الخميس الماضي بطرد أكثر من 200 اثيوبي "من الذين يقيمون في اريتريا منذ فترة طويلة". وقالت إن "أكثر من 600 اثيوبي ما زالوا محتجزين في المعتقلات الاريترية، حيث منعت السلطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مقابلتهم على رغم قبول اريتريا نداءات مجلس الأمن" في هذا الشأن. وينتقل الأشخاص المطرودين من اريتريا إلى جيبوتي حيث يستخدمون القطار إلى أديس أبابا أو ديرداو التي وصلت إليها أمس الدفعة الأخيرة المؤلفة من 200 اثيوبي. وقالت تاديسي إن معظم الاثيوبيين في اريتريا "فصلوا من وظائفهم وجردوا من ممتلكاتهم، كما حُرم العديد منهم من الطعام والمأوى، وتركوا تحت الشمس المحرقة في مدينة عصب". وفي أسمرا "الحياة"، أكدت مصادر افريقية زارت أديس ابابا أخيراً أنه على رغم ادعاء اثيوبيا عدم ممارسة الضغط على الاريتريين المقيمين لديها، فقد اعتقلت السلطات مئات من الأسر ليل الأربعاء - الخميس الماضي في انحاء عدة من اثيوبيا من دون توجيه أي تهمة لهم. وأضافت المصادر نفسها ان غالبية المعتقلين من النساء والأطفال، وطلب من عدد منهم تصفية أعمالهم والرحيل من البلد بأسرع وقت ممكن. وفي تصعيد آخر للأزمة الحدودية الاثيوبية - الاريترية، اتهمت أديس أبابا أسمرا بأنها اتفقت مع "جبهة تحرير أورومو" أونج وحركة "الاتحاد الإسلامي" المعارضتين للحكومة الاثيوبية لزعزعة استقرار اثيوبيا وأمنها. وذكرت صحيفة "أديس زمانا" الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية أول من أمس أن الرئيس الاريتري قابل رئيس "جبهة أورومو" جلاسا يلوا في أسمرا، واتفق معه على تقديم الدعم للمعارضة الاثيوبية. وأشارت الصحيفة إلى أن "جبهة أورومو" أقصت تسعة من قادتها بمن فيهم رئيس الحزب لاتهامهم ب "العمالة لمصلحة الحكومة الاريترية"