التزمت الأوساط المحسوبة على التيار الاصلاحي الموالي للحكومة الايرانية الصمت حيال اعتقال طهران 13 يهودياً ايرانياً بتهمة التجسس لاسرائيل، في حين لم تخل أي من الصحف المؤيدة للمحافظين من تعليق على القضية التي اعتبرها مراقبون "ضربة" لشعار الرئيس محمد خاتمي "حوار الحضارات والأديان" والانفتاح على العالم. وفيما نفى نائب الأقلية اليهودية في البرلمان الايراني أي علاقة بينها وبين الحكومة الاسرائيلية، كشفت احدى الصحف الايرانية "فشل محاولات قام بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والبابا يوحنا بولس الثاني وحكومات غربية لإطلاق الجواسيس". وشدد المحافظون على رفضهم المهادنة في هذه القضية، في حين اعلن القس الاميركي جيسي جاكسون في لوس انجيليس امس استعداده للسفر الى ايران للتفاوض في شأن إطلاق اليهود. وأضاف: "سنجتمع مع زعماء اليهود والمجلس القومي للكنائس لتوجيه نداء من اجل تعبئة الزعماء الدينيين في ايران للحفاظ على حياة" الموقوفين ال13. وكان رئيس السلطة القضائية في ايران آية الله محمد يزدي اكد في خطبة صلاة الجمعة أول من أمس ان المعتقلين "الصهاينة" المشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات الاسرائيلية سيحاكمون قريباً "وإذا ثبت تورطهم ودينوا بالتجسس قد يواجهون احكاماً بالاعدام". وحض معظم الصحف الموالية للمحافظين امس على "عدم التهاون مع القضايا التي تمسّ الأمن القومي، ولو كان المتهمون بالتجسس يهوداً فهم اولاً وأخيراً مواطنون ايرانيون يطاولهم القانون الايراني كغيرهم من المواطنين". واعتبرت صحيفة "جمهوري إسلامي" القريبة الى مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية ان "الحملة الاعلامية التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية من قبل واشنطن وتل أبيب تأتي بعد فشل محاولات قام بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والبابا يوحنا بولس الثاني وحكومات غربية، للإفراج عن هؤلاء الجواسيس" وذلك "منذ اعتقالهم في آذار مارس الماضي". وخاطبت الصحيفة "دعاة تطبيع العلاقات مع الادارة الاميركية"، مشددة على اهمية "ان تكون هذه القضية بمثابة درس بليغ لهم، خصوصاً ان واشنطن برهنت بمواقفها المتشنجة من قضية الجواسيس انها لا تزال العدو الرقم واحد للشعب الايراني". في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد ان "اميركا مهما حاولت ادعاء الموضوعية، لا تزال تكيل بمكيالين، وعندما يتعلق الأمر بمواطن غربي او صهيوني تحرّك عقيرتها، وحين يمس مواطن مسلم كأن شيئاً لم يكن". ولفتت الى ان "اليهود الذين اعتقلوا بتهمة التجسس هم ايرانيون، وبالتالي يخضعون لقوانين الدولة، ويتمتعون بالحقوق والواجبات التي يتمتع بها غيرهم من المسلمين والمسيحيين. لذلك تعتبر الضجة الاعلامية الاميركية والاسرائيلية تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لايران وانتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية". وزادت ان "اميركا لم تتخل عن عدوانيتها وإن اعترف الرئيس بيل كلينتون بأخطاء بلاده حيال ايران، او ابدى المسؤولون في واشنطن استعدادهم لفتح صفحة جديدة مع الجمهورية الاسلامية". وكررت صحف "قدس" و"رسالت" و"انتخاب" القريبة الى التيار المحافظ المعاني ذاتها، وأجرت "انتخاب" حواراً مع نائب الاقلية اليهودية في البرلمان الايراني منوتشهر الياسي، الذي طالب ب"تطبيق العدالة" في قضية المعتقلين ال13. وحرص على تأكيد ان "اليهود في ايران لا يواجهون اي مشكلة او يتعرّضون لسوء معاملة من الشعب او الحكومة، وبصفتي ممثلاً لليهود الايرانيين في البرلمان تربطني علاقات ممتازة مع كبار المسؤولين في البلاد". وتابع: "ليست لنا اي علاقة بالحكومة الاسرائيلية، ولا بد ان نفصل بين اليهودية والصهيونية". وأعرب عن أمله ب"أن تؤدي التحقيقات الجارية مع الموقوفين الى اثبات براءتهم وإطلاقهم" واستدرك: "اذا ثبتت التهمة الموجهة اليهم يجب ان ينالوا جزاءهم العادل".