أكد نائب الأقلية اليهودية الايرانية في مجلس الشورى الاسلامي البرلمان الدكتور منوتشهر الياسي رفضه اقامة علاقات "سياسية" بين اليهود في ايران واليهود في اسرائيل. وحمل على سياسات الحكومة الاسرائيلية، واتهمها بممارسة "التعذيب" وانتهاج استراتيجية "الحرب وعدم التعايش". وقال ل "الحياة" ان ما يعني يهود ايران في المقام الأول هو "المصلحة الايرانية"، مشيراً بايجابية الى وضع اليهود في ايران. وزاد: "نحن نعتبر أنفسنا جزءاً من الثورة والدولة" الاسلامية. وذكر ان عدد اليهود في الجمهورية الاسلامية يناهز 35 ألفاً موزعين على مناطق ومدن رئيسية و"في كل هذه المدن تقام الشعائر الدينية لليهود، وفي طهران وحدها لدينا 25 كنيساً، كما لدينا مدارسنا الخاصة حيث تدرَّس اللغة العبرية، وهي تُدار من قبل الدولة التي تهيئ كل الامكانات اللازمة. ولدينا مؤسسات اجتماعية ودار للعجز ومستشفى ورياض أطفال". وأشار الى أن للطائفة اليهودية في ايران منظمة ترعى شؤونها و"ترتبط بعلاقات كاملة مع كل الدوائر الحكومية، والحكومة سمحت لنا بأن نتولى شؤون أحوالنا الشخصية طبقاً لديانتنا وإذا اصطدمنا بعقبات أو مشاكل فإن الدوائر الحكومية تعالجها". يذكر ان الدستور الايراني حدد خمسة مقاعد نيابية لليهود والمسيحيين والزردشنية. وشدد الياسي على أن لجميع النواب 270 الحقوق ذاتها، وأنا عضو في لجان نيابية "أناقش كل القضايا وأحضر الجلسات المغلقة" للبرلمان. وتابع انه كان عضواً في الوفد الرسمي الايراني الى جنيف حيث عقد مؤتمر منظمة الصحة العالمية "وكانت لعضويتي في الوفد انعكاسات ايجابية لدى الوفود كوني يهودياً وحرصت أن أبيّن أهمية هذه النقطة لباقي المشاركين". ولم يرَ الياسي في عضويته في البرلمان الايراني الذي يشرع القوانين طبقاً للشريعة الاسلامية أي مشكلة و"إذا بدا تناقض بالنسبة الى أحوالنا الشخصية نعالج المسألة مع المسؤولين الذين يراعون حقوقنا الشرعية. خلال العامين الماضيين قمت كنائب بمراجعة 25 ملفاً للحصول على حقوق مواطنين يهود لدى الجهات الحكومية، وعالجناها كلها". وحرص على الاشارة الى أن الرئيس الايراني محمد خاتمي "يتحدث باستمرار عن وجوب تمتع الأقليات بحقوقها ومساواتها مع الغالبية". وأوضح ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي يستقبله أيضاً. لكن النائب اليهودي يتجنب الانخراط في الصراعات أو التجاذبات السياسية الداخلية، مشيراً الى أنه لا ينتمي الى أي كتلة نيابية "وأقيم علاقات متينة مع جميع النواب". وشارك الياسي أخيراً في التصويت لانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه وتابع: "لا أنسّق مع أحد لأنني صديق الجميع، ولا اعتقد أن أحداً من النواب استطاع أن يقيم علاقات ممتازة مع جميع أعضاء البرلمان مثلي لأنني لست سياسياً بل ممثل اليهود في المجلس". وأشار الى الأوضاع الحالية في ايران بقليل من التعليق تفادياً لابراز وجهات نظر قد تتعارض مع أحد الأطراف الرئيسية في الحكم والنظام، لكنه استدرك: "أحب السيد خاتمي واحترمه، وأنا مستعد للتعاون معه في أي عمل يعلنه، لأن لديه أفكاراً جيدة وجديدة، وهو يريد أن يرسيها في بلادنا. نحن نؤيد كل الجهات الرسمية لأن الطائفة اليهودية تعمل في طريق الثورة ومن أجل تقدم البلد، ولليهود طاقات وكفاءات مهمة. ونحن نعتبر أنفسنا جزءاً من الثورة والدولة في ايران". وعن وجود علاقات مع اليهود خارج ايران، قال الياسي: "لا نقيم علاقات منظمة، لكننا نعرف يهوداً في بلدان عدة كألمانيا وأميركا ودول أوروبية، وفي اسرائيل ايضاً ولكن لا تربطنا بهم علاقة. صلتنا باسرائيل مقطوعة بسبب القطيعة بينها وبين الجمهورية الاسلامية". وهل ان ليهود ايران دوراً في التقريب بين الجمهورية الاسلامية واسرائيل أجاب: "لا نسعى الى ذلك لأننا نعتقد ان اسرائيل لا تسير في الطريق الصحيح، وبما أننا نؤمن بأن جميع المنتمين الى الأديان التوحيدية يستطيعون التعايش بسلام في كل أنحاء العالم، كما هي الحال في ايران اليوم. فاننا نرى أن النهج المتبع في اسرائيل الآن من قتل وتعذيب وحرب هو أمر بشع. نحن نعترف ببيت المقدس قبلة لنا ونحب أن نصلي فيها ونزورها لكن هذا غير ممكن الى أن تقوم علاقات تعاون بين اسرائيل وفلسطين على أساس العدل والانسانية". وزاد: "في ظل هذا الحكم القائم في اسرائيل الآن لا نريد أن نقيم روابط سياسية مع اسرائيل، لكننا نشجع العلاقات الدينية والثقافية بما لا يتعارض مع مصالح الجمهورية الاسلامية وقوانينها". وعن رغبة الحاخام الأكبر لاسرائيل في زيارة ايران للقاء اليهود فيها ورجال الدين المسلمين، قال الياسي: "نحن لا نوجه إليه الدعوة، وإذا دعته الحكومة الايرانية نقبل. نحن ايرانيون في المقام الأول ولا نقبل أي علاقة تؤثر سلباً في مصالح ايران. ايران أولاً ثم تطرح بقية الأمور". ورداً على سؤال عن مستقبل خاتمي واصلاحاته قال الياسي: "من الصعب التكهن، لكنني آمل بأن ينجح. وهو نجح في قضايا وملفات، مثل تراجع أميركا عن الحصار الاقتصادي لايران. هذا من ثمار سياسة خاتمي".