لمح رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف أمس إلى احتمال استئناف نشاطه السياسي. وعلمت "الحياة" أنه قد يوافق على ترؤس كتلة "الوطن" لخوض الانتخابات وسيتخذ قراره فور عودته من سويسرا. وسيشارك بريماكوف في مؤتمر عالمي في عنوان "البشرية على عتبة القرن الواحد والعشرين" يحضره سياسيون بارزون من مختلف انحاء العالم، كما سيجري فحوصاً طبية وقد يعالج من آلام في الظهر. ورداً على سؤال وكالة "ايتار تاس" عن مشاريعه للمستقبل، قال بريماكوف "لا استبعد أي شيء". وهذا أول تصريح يؤكد فيه رئيس الوزراء السابق أنه قد يعود إلى ممارسة النشاط السياسي. ولم ينتم بريماكوف إلى أي حزب أو كتلة سياسية منذ تعليق عضويته في الحزب الشيوعي السوفياتي الذي كان عضواً مرشحاً إلى مكتبه السياسي. وإذا قرر العودة إلى صدارة المسرح، عليه أن يتحالف مع واحدة أو أكثر من القوى السياسية. والأرجح ان يختار كتلة "الوطن" التي أسسها محافظ موسكو يوري لوجكوف، على رغم ان بريماكوف كان عند ترؤسه الوزارة حليفاً لأحزاب اليسار التي تسيطر على البرلمان. وأبلغ مصدر مقرب من كتلة "الوطن" "الحياة" ان استطلاعات أظهرت ان الكتلة يمكن ان تحصل على 13 في المئة من الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية في كانون الأول ديسمبر المقبل. كما بينت ان النسبة سترتفع إلى 47 في المئة في حال انضمام بريماكوف إلى "الوطن". ويعزو المحللون هذه الشعبية الواسعة إلى أن رئيس الوزراء السابق تمكن من تحقيق استقرار سياسي، وأعاد إلى المواطن الروسي الأمل في إمكان تعديل الأوضاع، إضافة إلى ان بريماكوف "تميز" عن غالبية السياسيين العاملين في عدم تورطه في الفساد والرشوة. وإلى ذلك، فإن بريماكوف يمكن أن يستقطب أصواتاً كثيرة من الناخبين الذين كانوا يصوتون لليسار، إلا أن آمالهم خابت في الحزب الشيوعي الذي انحسرت مواقعه بعد خسارته معركة حجب الثقة عن رئيس الدولة. وانضمام بريماكوف إلى كتلة "الوطن" سيجعلها تحظى بتأييد الناخبين المترددين الذين لا يدعمون أحزاباً سياسية معينة، لكنهم يرون في رئيس الوزراء السابق رمزاً للعناصر الايجابية في الماضي من دون أن يدعو إلى الارتداد نحوه. ولكن موافقة بريماكوف على استئناف الحياة السياسية ستعني دخول مجابهة سافرة مع "العائلة" الرئاسية التي تضم إلى جانب ابنة يلتسن الصغرى تاتيانا البليونير بوريس بيريزوفسكي الذي كان ناصب بريماكوف العداء ووعد ب"اكتساحه" وحقق ما يريد. ويتفاقم احتمال المجابهة لأن الكرملين بدأ حرباً واسعة ضد محافظ موسكو الذي يعتبره مساعدو رئيس الدولة "أخطر مرشح" للرئاسة. وللمرة الأولى صدرت عن لوجكوف أمس تهديدات شديدة اللهجة إلى الكرملين فقد حذر من ان إقدام السلطة على أعمال عسف ستؤدي إلى "اتخاذ اجراءات مماثلة ضد الرئيس والمحيطين به".