الرصاص يصرع المئات في القوقاز والتلفزيون في موسكو "يقتل"، في اطار الحرب الاعلامية الشعواء عشية الانتخابات البرلمانية التي توصف بأنها "الاقذر" منذ ان عرفت البلاد الاقتراع الشعبي. وغدا البحث عن معلومات، صحيحة او منتحلة، للإساءة الى الخصوم عملاً روتينياً للأحزاب والتنظيمات السياسية ووسائل الاعلام المرتبطة بها او الخاضعة للكرملين. وقال ل"الحياة" سكرتير صحافي لأحد اقطاب البرلمان ان "هيئات الأركان" الانتخابية كانت في الماضي تبذل 80 في المئة من طاقاتها لاقناع الناخبين ب"مناقب" مرشحها، اما الآن فانها تبذل الجهد ذاته للافتراء على الخصوم. ونشر رئيس تحرير صحيفة "هوسكوفسكي كمسمولتس" الأوسع انتشاراً بافل غوسيف بياناً حمل فيه على "الأساليب القذرة" التي تتبعها اجهزة الأمن ضده، ومنها استجواب زملاء سابقين له او "معجبات" لجمع معلومات ملفقة او صحيحة ضده، بهدف منعه من دعم كتلة "الوطن كل روسيا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ومحافظ موسكو يوري لوجكوف. بل ان كتلة هذين السياسيين اصبحت معرضة لوقف تسجيلها في الانتخابات بسبب اعتراض… شرطة المرور التي ذكرت ان بريماكوف لم يدوّن في لائحة ممتلكاته سيارة يملكها. واتضح ان عمر السيارة الروسية الصنع يتجاوز السنوات العشر، اي ان قيمتها لا تزيد على 400 دولار. وكان بريماكوف اهداها لاحد اقاربه ب"سند وكالة". واذا كان رئيس الحكومة السابق المعروف بروح النكتة اعتبر القضية كلها "دعابة" فان لوجكوف اخذ يفقد توازنه بسبب حملات التشهير التي يتعرض لها يومياً من محطتي التلفزيون "او. ار. تي" التي تملك الدولة 51 في المئة من اسهمها و"تي. في - 6" الخاصة، وكلاهما خاضعتان عملياً للبليونير بوريس بيريزوفسكي. واتهم محافظ العاصمة بشراء فرس قيمتها 150 الف دولار من المانيا، ثم بالتورط في فضائح مالية مع شركة "مابيتيكس" التي ذكر في حينه انها فتحت حسابات للرئيس بوريس يلتسن وأفراد عائلته. وعلى رغم نفي الخبرين فان منظمي الحملة يعملون على ما يبدو لاقناع الجمهور بأنه "ليس ثمة دخان من دون نار". وبتأليب من الكرملين تحركت النيابة العامة وشرطة الضرائب ضد مصرف تابع ل"مؤسسة البناء الريفي" التي يديرها فيكتور غيدمانوف احد كبار ممولي الحزب الشيوعي، وذلك في محاولة ل"قطع الشريان المالي" او وقفه موقتاً لحين اجراء الانتخابات. وبحجة عدم التقيد بقواعد "الاحتراس من الحريق" اوقف رجال المطافئ عمل صحف مؤيدة للمرشحين "المغضوب عليهم" من السلطة. ولاسقاط النجم التلفزيوني المعروف سيرغي ليسوفسكي الذي ترشح في انتخابات باحدى المحافظات استغل خصومه اناقته واطلاقه لشعره فأصدروا منشوراً باسم "جمعية الشذوذ الجنسي" دعا الى تأييد ليسوفسكي لأنه "واحد منا". ولوقف هذه الأساليب وجه عدد من كبار رجال الثقافة والفن رسالة مفتوحة الى السلطة دعوا فيها الى "لجم الكلاب المسعورة" ومنع الأساليب غير الشرعية في الانتخابات. وليس ثمة ما يشير الى ان عملية سكب القاذورات ستتقلص بل الأرجح انها ستتخذ اساليب اكثر بشاعة في الشهرين المقبلين.