} بعد ساعات على انهاء لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل اجتماعها التي عبّرت فيه عن "استنكارها الشديد" لخرق اسرائيل التفاهم، صعّدت الاخيرة من اعتداءاتها جواً وبراً على الجنوب وخرقته مجدداً بقصفها مناطق مأهولة ما ادى الى اصابة مواطن بجروح. وعلى رغم استبعاد مسؤول اسرائيلي كبير اي تصعيد عسكري في الجنوب، حذّر "حزب الله" الدولة العبرية من "اللعب بالنار في لعبة الاوراق الانتخابية لأنها ستحرق اللاعبين بها". استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي أرينز "اي تصعيد عسكري في جنوبلبنان"، وقال ان "من الصعب التحدث عن تصعيد على رغم اطلاق قذائف هاون في اتجاه الاراضي الاسرائيلية" واصفاً الحادث بأنه "خطير". لكنه تحدث الى الاذاعة العسكرية الاسرائيلية عن رسالة تحذيرية نقلت بواسطة الولاياتالمتحدة خلال الساعات الماضية الى بيروت ودمشق بأن "اسرائيل لن تسلم بإطلاق قذائف على المستوطنات والمواقع العسكرية على الحدود"، آملاً بأن "يكون المعنيون سمعوا الرسالة". وقال في شأن الرد الاسرائىلي على قصف الكاتيوشا ان "بلاده لا تعلن مسبقاً عن عملياتها العسكرية". الا ان مصادر حكومية في بيروت استغربت ل"الحياة" حديث أرينز عن رسالة قائلة ان "الاتصالات في شأن اوضاع الجنوب دائمة ومستمرة ويومية، وليس هناك اي امر خصوصي. وأوضح ان "السفير الفرنسي في بيروت دانيال جوانو اتصل اول من امس برئيس الحكومة وزير الخارجية سليم الحص للتشاور في شأن الموقف في اجتماعات لجنة المراقبة. اما الجانب الاميركي فلم ينقل الى الجانب اللبناني اي رسالة بل تحدث عن التهدئة. وجوابنا معروف وهو ان اسرائيل هي التي تصعّد خصوصاً انها تحتل الارض اللبنانية". ورأت المصادر الحكومية ان "لا جديد في ما صدر عن أرينز، فهم دائماً يقولون هذا الكلام...". وكانت لجنة المراقبة استنكرت "في شدة" خرق اسرائيل التفاهم عبر قيام طائراتها الحربية بشن غارة جوية على بعلبك الاربعاء الماضي اسفرت عن اصابة مدنيين لبنانيين بجروح. ودعتها الى "الامتناع عن تكرار مثل هذه الخروقات مستقبلاً اذ يمكن ان تؤدي الى زيادة التوتر وتدهور الوضع، وأن تطبق بفاعلية اكبر التزامها التفاهم". ودانت اللجنة في بيان اصدرته في ختام اجتماع استغرق يومين وناقشت خلاله ست شكاوى لبنانية وثلاث اسرائيلية، اربع هجمات اسرائيلية بقذائف الهاون تسببت بجرح مدنيين وألحقت اضراراً مادية بمنازل عدة. واعتبرت ان "التصرفات الاسرائيلية تمثل انتهاكاً للتفاهم بجرح مدنيين وتعريض حياتهم للخطر، وحضّتها على تجنب تكرار ذلك وتنفيذ الاتفاق بحرص". ولم تبدِ اللجنة رأياً في شكوى لبنانية سادسة وفي ثلاث شكاوى اسرائيلية لعدم تأكدها من انتهاك ترتيبات التفاهم. وشنت طائرات حربية اسرائيلية بين الرابعة الا ثلثاً والرابعة والثلث عصر امس اربع غارات على منطقتي العاصي في محيط بلدة ياطر في القطاع الغربي ملقية اكثر من 20 صاروخاً. وألقت طائرات اخرى عند الرابعة والنصف اجساماً غريبة على المنطقة نفسها. وسبق ذلك قصف مدفعي على اطراف المنطقة من عيار 155 ملم. وكانت قوات الاحتلال قصفت قبل الظهر وظهراً احراج سجد الريحان ومزرعتا مليتا وعقماتا وأطراف اللويزة في إقليم التفاح وأطراف قعقعية الجسر ومزرعة الحمرا، وخراج ميفدون وأطراف مجدل زون وأطراف النبطية الفوقا ما ادى الى اصابة علي المذبوح بجروح نقل على اثرها الى مستشفى النبطية. وفي المقابل، اعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" سلسلة عمليات استهدفت مواقع الاحتلال في سجد وبئر كلاب وكفرحونة و"تحركات معادية" في محيط موقعي بلاط والجاموسة بالاسلحة المناسبة، وتحدثت عن "تحقيق اصابات مؤكدة". وأعلنت "حركة أمل" انها هاجمت مواقع الاحتلال في الدبشة والصلعة والقصير بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وتحدثت عن "تحقيق اصابات مباشرة". وأضافت ان الجريح من "الجنوبي" الذي اصيب خلال هجوم شنته اول من امس على موقع القصير هو زكريا الجمعة مسؤول الموقع. وأعلنت "المقاومة الاسلامية" ان مجموعة منها "وبعد استطلاع ورصد دقيقين من جانب جهاز امن المقاومة وتحديد المعطيات توغلت وكمنت للرقيب الاول في ميليشيا لحد بطرس جرجس وهبي 35 عاماً، رقمه العسكري 50192 على طريق دير مشموشي - الصباح في منطقة جزين. وانقضت عليه بينما كان يقود سيارته في سرعة جنونية وأجبرته على الترجل منها ثم اقتادته الى المناطق المحررة". وأرفقت البيان بصورة عن بطاقته العسكرية وبطاقة حمل السلاح تحمل صورته ومكتوبة باللغة العبرية. وأفادت اذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" ان "اربعة عناصر من المقاومة كانوا يرتدون لباساً مشابهاً للباس الجيش اللبناني اقاموا حاجزاً على احدى طرق جزين وفتشوا السيارات والركاب وتمكنوا من خطف احد عناصرها واقتادوه الى خارج المنطقة. وأفادت مصادر امنية ان قيادة قوات لحد في جزين اوقفت اربعة من عناصر "الجنوبي" واقتادتهم الى ثكنة جزين للتحقيق معهم في مقتل قائد الفوج العشرين الرائد منح توما في عملية للمقاومة الاسبوع الماضي. وفي المواقف حذر الوكيل الشرعي العام للامام خامنئي في لبنان عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "العدو الصهيوني من مغبة عدم التزام تفاهم نيسان وقتل المدنيين والابرياء، لأن "المقاومة الاسلامية" تحتفظ بحقها في الرد". وجدد "التزام المقاومة هذا التفاهم ما دام العدو الصهيوني ملتزمه". وحذر في خطبة الجمعة امس "العدو من اللعب بالنار في لعبة الاوراق الانتخابية لأنها ستحرق اللاعبين بها". وانتقد "الصمت حيال الاعتداءات البرية والجوية والبحرية". على صعيد آخر، نجا الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب تيمور غوكسيل من الاصابة. اذ كان ماراً بسيارة دولية على طريق البياضة - الناقورة بعد ظهر امس وخلال تبادل القصف، سقطت قذيفة على بعد 50 متراً من سيارته ولم يصب بأذى. وتابع طريقه الى الناقورة.