قبل خروج اسرائيل من حمى الانتخابات، عادت مسألة الانسحاب من الجنوباللبناني المحتل لتتصدر مركز اهتمام العسكريين والسياسيين في الدولة العبرية مع تصعيد الوضع الامني فيها. وبعد يوم واحد فقط من انتخاب زعيم حزب العمل ايهود باراك رئيساً جديداً للحكومة الاسرائيلية، طلب كل من وزير الدفاع موشيه أرينز ورئيس الأركان شاؤول موفاز الاجتماع معه "لوضعه في الصورة" بشأن ما يجري في الجنوباللبناني ولإطلاعه على موقف كبار ضباط الجيش الاسرائيلي المطالب بانسحاب فوري من "المستنقع اللبناني". وأكدت مصادر اسرائيلية ان كبار الضباط في وحدتي "جولاني" و "جفعاتي" من نخبة وحدات الجيش الاسرائيلي، انضموا الى معسكر الداعين الى انسحاب فوري من جنوبلبنان. وقالت المصادر ذاتها ان هولاء الضباط يرون "أن لا جدوى من البقاء في الجنوب وانه باستطاعة الجيش التوصل الى النتيجة نفسها أمنياً اذا انسحب الى الحدود الدولية". وسارع الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي الى تأكيد موقف الجيش "الذي يفضل عدم البقاء في لبنان، ولكنه يرفض الانسحاب من جانب واحد". وأضاف "ان الانسحاب غير منطقي بسبب عدم وجود أي جهة تتحمل المسؤولية في الجنوباللبناني". وقال رئيس قيادة الجيش الاسرائيلي السابق لما يسمى المنطقة الشمالية ميتان فلنائي ان رئيس الحكومة الجديد "سيولي قضية لبنان الاهمية اللازمة". وشدد فلنائي الذي انضم الى حزب باراك على انه من الاهمية بمكان "عدم التقيد بالفترة الزمنية" التي حددها باراك نفسه في دعايته الانتخابية بعام واحد اي في ايار 1999، مؤكداً "ضرورة الشروع في اعداد خطة شاملة للخروج من لبنان". وضم قائد "المنطقة الشمالية" صوته الى صوت فلنائي، واكد "امكان ايحاد حل لمنطقة الجنوباللبناني". وكشفت الصحف الاسرائىلية عن رفض وزير الدفاع الاسرائيلي ارينز توصيات ضباط كبار في جيشه بالرد بشدة على صواريخ "حزب الله" التي اطلقها باتجاه شمال الدولة العبرية بعد ساعات من اعلان فوز باراك في الانتخابات. وقالت صحيفة "هآرتس" أن أرينز فضل الامتناع عن القيام بعملية رغم اطلاق 50 صاروخاً من نوع "كاتيوشا" والحاقها خسائر قدرت بمليوني شيكل اسرائيلي 500 الف دولار. وأضاف المصدر ذاته ان الجيش اقترح الرد بشدة "لعدم الاخلال بقوته الردعية" الا ان ارينز ليكود رأى انه "ليس من الصواب تصعيد الوضع في لبنان وتوريط الحكومة المقبلة التي لم تحدد سياستها بعد". ورفض أرينز قبل اسبوعين اقتراحاً مماثلاً من الجيش بالرد على سقوط قذائف بالقرب من مستوطنة معلوت". غارات على الجنوب وأغارت طائرات حربية إسرائيلية على وادي الشهداء شمال بلدة ياطر ملقية ستة صواريخ، وحلّقت في أجواء أقليم التفاح والنبطية. وتعرضت قرى في القطاع الغربي وأقليم التفاح لقصف مدفعي إسرائيلي. وأعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" أنها هاجمت موقع سجد ودورية إسرائيلية في محيطه. كما أعلنت "حركة أمل" ان مجموعات منها هاجمت مواقع قوات الإحتلال في بلاط وبركة ريشا والرادار، وتحدثت عن تحقيق إصابات. وعند السادسة والربع مساءً اغارت طائرات اسرائيلية على منطقة الكسّارات عند مدخل بلدة زبقين في القطاع الغربي، واستهدفتها بأربعة صواريخ جو - ارض اقتصرت اضرارها على الماديات. إلى ذلك، لا تزال لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل مجتمعة منذ أول من أمس، في مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة وتبحث في 27 شكوى لبنانية وإسرائيلية. وكان لبنان تقدم أمس بشكويين جديدتين تتعلقان بمقتل مدنيين في زوطر الغربية من جراء القصف الإسرائيلي. وتقدمت إسرائيل بشكوى تتعلق بسقوط صواريخ كاتيوشا على شمال إسرائيل. وكانت تل أبيب اعتبرت إطلاق "حزب الله" صواريخ كاتيوشا على شمالها "امراً خطيراً"، لكنها رفضت القيام بتصعيد واسع مكتفية، بحسب متحدث عسكري إسرائيلي، بإطلاق قذائف على مواقع مفترضة ل"حزب الله" في جنوبلبنان. وذكر التلفزيون الإسرائيلي ليل أول من أمس أن "وزير الدفاع الإسرائيلي موشي أرينز أجرى اتصالات مع رئىسي الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتانياهو والمنتخب يهودا باراك في شأن ضغوط تعرض لها من هيئة أركان الجيش للردّ على الكاتيوشا بعمليات إنتقامية، إلاّ أن نتانياهو وباراك رفضا القيام بأي تصعيد واسع في جنوبلبنان قبل تسلم الحكومة الجديدة".