أقر مجلس الوزراء السوداني "اجراءات لحماية البلاد من تهديدات متوقعة" في ظل تقارير عن استهداف المتمردين الجنوبيين مواقع استخراج النفط في جنوب البلاد ومنع الحكومة من تنفيذ خطتها البدء في تصدير النفط في الذكرى العاشرة لحكم "الانقاذ". وترأس اجتماع مجلس الوزراء نائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه الذي قدم تقريراً عن "خطوات الوفاق والمصالحة" التي بدأت مع رموز في المعارضة السودانية داخل البلاد وخارجها. وعلى صعيد المواجهات بين ميليشيات جنوبية موالية للحكومة في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، أصدر الرئيس عمر البشير قراراً ألغى بموجبه قرارات اتخذها والي ولاية الوحدة تعبان غاي القريب من رئيس مجلس الجنوب رياك مشار، تتعلق بإعفاء وزراء في حكومة الولاية وانشاء محافظة جديدة. ويعتقد بأن قرارات غاي هي السبب وراء المواجهات الأخيرة لاخلالها بالتوازن القبلي في المنطقة. الى ذلك نفى مسؤول في السفارة الصينية بشدة صحة أنباء تحدثت عن اعتقال صينيين عاملين في مجال استخراج النفط. وسخر الناطق الرسمي باسم الجيش الفريق محمد عثمان ياسين من هذه الأنباء التي أوردها "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق وقال ان "هذه المعلومات تعبر عن أحلام تراود المتمردين بعد أن عجزوا عن تحقيق انتصارات عسكرية أو حتى مجرد الوصول الى مناطق استخراج النفط ولذلك يطلقون فقاقيع اعلامية". الى ذلك دعا مكواج تيج المتحدث الرسمي باسم "جبهة الانقاذ" التي يرأسها مشار الى "تفعيل اتفاق الخرطوم للسلام" بين الحكومة وسبع فصائل جنوبية الذي وقع عليه في نيسان ابريل 1997 "وسد ثغرات ظهرت في التطبيق العملي للاتفاق". لكن تيج أوضح أنه لا يدعو الى الغاء الاتفاق. وتأتي التصريحات في ظل التوتر السائد في أعقاب المواجهات التي وقعت في منطقة اللير في ولاية الوحدة بين مقاتلين تابعين للقائد فاولينو ماتيب المنشق عن "جبهة الانقاذ" وقوات حكومية. وحذر رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني الفريق محمد عبدالله عويضة الفصائل الجنوبية المتصارعة من أن "القوات المسلحة ستتدخل لحفظ الأمن إذا أحست أن هذا الصراع سيؤثر على الاستقرار ومناطق استخراج النفط". من جهة أخرى، زار وزيرا الدفاع الفريق عبدالرحمن سر الختم والداخلية بكري حسن صالح شرق السودان أمس وخاطبا الجنود في ولايتي كسلا والبحر الأحمر. وأكد الوزيران اطمئنانهما الى الاستعدادات التي أعدت لحماية المنطقة. وتعلن المعارضة منذ أيام عن تنفيذ عمليات في المناطق السودانية المتاخمة لاريتريا. قصف من جهة أخرى رويترز قال متمردو "الجيش الشعبي" أمس ان القوات الحكومية قصفت قريتين في جنوب السودان مما أدى الى مقتل أربعة جنوبيين واصابة ثلاثة أطفال. وأضاف "الجيش الشعبي" في بيان أصدره في نيروبي ان قاذفة من طراز "انتونوف" حلقت على ارتفاع عال وألقت سبع قنابل على قريتي لوكا ولينيا في منطقة يي في ولاية شرق الاستوائية ظهر السبت. وتابع ان تقارير واردة من الميدان "تشير الى أن السكان هجروا القريتين وهربوا الى الغابات القريبة من دون غذاء أو دواء". وزاد انه لا وجود عسكريا للمتمردين في المنطقة التي شهدت القصف الأخير. ولم يرد تأكيد مستقل لمعلومات المتمردين.