} اكد الرئيس الاريتري أساياس أفورقي ان اتفاق الدوحة مع الخرطوم "لن يكون على حساب المعارضة" السودانية التي تقدم اريتريا لها دعماً سياسياً ولوجستياً، فيما اكد السودان تعرض اراضيه لهجمات من الاراضي الاريترية بعد توقيع الاتفاق. تحدث الرئيس الاريتري أساياس أفورقي الى وسائل الاعلام المحلية الاريترية عن نتائج زيارته الى قطر واليمن. وقال: "اكدنا اكثر من مرة في لقاء الدوحة وفي غيره من المناسبات اننا لن نستخدم قوى المعارضة السودانية كورقة للمساومة، كما لا يجب اعطاء الموضوع اهمية اكبر من حجمه ما دامت مناقشته ممكنة في اطار القضايا العامة وضمنها". واوضح: "تناولنا كطرفين وفي معية شركائنا، كيفية التعامل مع مسألة المعارضة السودانية والاريترية. وتم تأكيد ان هذه المسألة لا يمكن النظر اليها بمعزل عن المسائل العامة والجذرية". واضاف: "لا يمكن تناول موضوع المعارضة كبند منفرد وانما علينا التركيز في المسائل الجذرية التي تم تأكيدها في الاتفاق العام. وعند التوصل الى حلول مقبولة لهذه المسائل الاساسية سيتم آلياً حل المسائل الفرعية كافة". واشار أفورقي الى "فشل تجربة المشروع الحضاري التي كانت تجسد التوجهات الاصولية المتطرفة للحكومة السودانية". وقال: "من وجهة نظرنا، تعتبر تجربة الاعوام العشرة الماضية في الحياة السياسية والامنية في السودان درساً للنظام والشعب السوداني على حد سواء. وحتى اذا لم يتم الاعتراف بفشل التجربة رسمياً الا ان حقائق الوضع الداخلي في السودان واوضاع المنطقة عموماً تؤكد جلياً ما ذهب اليه تقويمنا في هذا الشأن". وأشار أفورقي الى ان النقاط الواردة في الاتفاق بين البلدين "لم تأت من فراغ بل هي حصيلة ذلك التقويم". واضاف ان "التجربة الماضية كانت درساً للطرفين علّمتنا، كما ورد في الاتفاق، انه لا بد من البحث عن الحلول السلمية، وعدم التدخل في شؤون الغير، ونبذ اسلوب تصدير الايديولوجيات، واحترام التقاليد والاعراف الاقليمية والدولية، وعودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين اضافة الى تحديد الاجهزة المعنية بتنفيذ الاتفاق على المستويات الامنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وصولاً الى مناخ يساهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين". وعن نتائج زيارته لليمن قال أفورقي: "عرجنا على صنعاء واجرينا محادثات في شأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتنظيم زيارات لرجال الاعمال والمستثمرين في البلدين واقامة معارض تجارية وتقوية العلاقات الاقتصادية بشكل عام". واشار الى الوساطة اليمنية في النزاع بين بلاده واثيوبيا، وقال ان الرئيس علي عبدالله صالح اكد له "رغبته الجادة في مواصلة مبادرته السلمية، انطلاقاً من اهتمامه باستبباب الامن والسلام في المنطقة وليس كعابر سبيل، اضافة الى ان النزاع يشكل عائقاً امام تطوير برامج اخرى على مستوى المنطقة". على صعيد آخر، علقت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على لقاء جنيف بين زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي. وقال الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لزعيم الحركة العقيد جون قرنق ان "لقاء جنيف مبادرة من المهدي، ونحن في انتظاره للاستماع اليه قبل اتخاذ قرار حيال مبادرته". وتابع خالد في تصريحات الى "الحياة" ان المهدي "أبلغنا بعزمه لقاء الترابي، لكنه لم يتشاور معنا في شأن هذه الخطوة. ونفى سحب حركته قواتها في شرق السودان بعد اتفاق المصالحة الذي رعته الدوحة بين الرئيسين السوداني والاريتري. من جهة اخرى اعلنت السلطات السودانية ان مواقع خاضعة لها تعرضت لهجومين خلال الايام الماضية في جنوب البلاد وشرقها. وقال الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد عثمان ياسين في بيان بثته الاذاعة السودانية امس ان متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" شنوا هجوماً في الثاني من الشهر الجاري على منطقة اللير في جنوب البلاد وهي منطقة قريبة من مواقع استخراج النفط. واضاف ان "هجوماً اخترق الحدود السودانية - الاريترية الثلثاء في اتجاه بلدة راساي" القريبة من مدينة كسلا الحدودية. ولم يعلن البيان وقوع خسائر في الارواح او في مناطق النفط. وكانت صحيفة "الانباء" السودانية الحكومية أفادت امس ان السودان اتهم اريتريا بقصف مدينة راساي الحدودية بعد توصل البلدين الى اتفاق في محاولة لتحسين العلاقات. ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوق فيها ان "قوات نظام الجبهة الشعبية الاريترية قصفت صباح الثلثاء منطقة راساي". وقال المصدر للصحيفة ان "الهجوم الاريتري وقع قبل ان يجفّ حبر الاتفاق". ولم يرد تعليق من اريتريا على الهجوم الذي وصفه تقرير الصحيفة بأنه "محاولة من جانب اريتريا لتعطيل جهود الصلح". وأعلن الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للمعارضة السودانية الفريق عبدالرحمن سعيد في بيان أصدره في القاهرة أمس ان قوات المعارضة "دمرت قافلة حكومية حاولت استعادة حامية راساي" القريبة من اريتريا. وأوضح ان معلومات أولية أفادت ان "قواتنا قتلت سبعة جنود بينهم ضابط برتبة الملازم الأول واستولت على شاحنة وسيارتين جيب حمّلتا براجمة صواريخ ومدفع دوشكا". وأضاف ان "قواتنا أغلقت الطريق باتجاه حامية راساي وتواصل معركتها على طريق بورتسودان - الخرطوم".