الخرطوم، القاهرة - أ ف ب - اتهم رئيس لجنة الدفاع في البرلمان السوداني اللواء محمد عبدالله عويضة اريتريا بأنها تريد منع المصالحة الوطنية في السودان بحشد قواتها على الحدود الشرقية للبلاد. وأكد المسؤول العسكري السوداني مساء أول من امس "ان حشد قوات واكتشاف شبكة شيوعية تعتزم القيام بأعمال تخريب تزامنا مع الجهود الوطنية الرامية الى اعادة توحيد الشعب السوداني في ظل احترام الشريعة الاسلامية". واعتقلت قوات الامن السودانية السبت 11 شخصاً يشتبه في انهم ينتمون الى الحزب الشيوعي وقالت انهم يخططون ل "نشاطات تخريبية" في اوساط الطلبة. واتهم اللواء عويضة الرئيس الاريتري أساياس أفورقي بالعمل على قلب نظام الحكم السوداني و"محاربة الاسلام في السودان". وأضاف ان الحملة ضد الحكومة السودانية "تهدف الى منع انتشار النموذج السوداني". وأكد المسؤول السوداني ان اسرائيل "لها وجود في جزيرة دهلك الاريترية في البحر الاحمر". وأضاف قائلاً "ان اسرائيل بهذا الوجود الذي يعد خطراً يهدد الأمن والسلام في البحر الاحمر تريد ان تحقق اهدافها في القرن الافريقي". ولم يدل بمزيد من الايضاحات في هذا الشأن. على صعيد آخر أبدت المعارضة السودانية قلقاً بالغاً من التقارب بين القاهرةوالخرطوم التي تتهمها بمواصلة ايواء الاسلاميين المتطرفين المسلحين بمن فيهم منفذي اعتداء الاقصر. وقال الامين العام للتجمع الوطني الديموقراطي السيد مبارك المهدي: "نبهنا المسؤولين المصريين الى خطورة الوثوق بهذا النظام في ما يتعلق بما يعد به في المسائل الامنية وقضايا الارهاب". وقال ان زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي بحث الاحد مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في القاهرة في شأن "الاتصالات الاخيرة بين الحكومتين المصرية والسودانية وابداء النظام السوداني رغبة في تغيير سياسته تجاه مصر والمعارضة". وأضاف ان "النظام السوداني لا يستطيع الاستجابة لمطالب مصر الامنية، لانه اذا فعل يخصر تحالفه مع الحركات الاسلامية". وقال ان ما يعرضه النظام السوداني الآن على مصر "هو ما عرضه العام الماضي، اي اتفاق أمني يقضي بمنع التسلل أو منع تسرب الاسلحة الى مصر ولكنه يرفض تسليم العناصر التي تطالب بها مصر"، مؤكداً انه "اذا لم يحدث تحول جذري في سياسة النظام الداخلية فلن يحدث تحول حقيقي في مسألة دعم الارهاب والقضايا الامنية". وتجرى حالياً اتصالات بين القاهرةوالخرطوم في شأن المسائل الامنية التي سيؤدي التوصل الى اتفاق في شأنها الى عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين بعد التوتر الشديد الذي شابها منذ محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في صيف العام 1995. وكانت مصر اتهمت السودان بايواء منفذي هذا الاعتداء. وقال مبارك المهدي ان النظام السوداني يحاول "فك عزلته عن طريق استجداء علاقة مع مصر للتخلص من الضغوط التي يتعرض لها"، متهماً الخرطوم بالسعي الى "احداث فتنة بين مصر وافريقيا لكي تكون ترياقاً مضاداً للضغط الافريقي، والى خلق تناقض عربي - افريقي". وقال: "اذا نجح النظام السوداني في تحقيق المصالحة مع مصر أو تحييدها يكون قد حصل على سند كبير وحقق مكسباً كبيراً لما لمصر من ثقل دولي وافريقي". وأكد مبارك المهدي ان "الدور المصري مهم ومحوري" في ايجاد حل للحرب الاهلية الدائرة في السودان، وقال ان المعارضة ترغب في ان "يتكامل دور مصر مع دور الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر ايغاد للوقوف على امكانية تحقيق تحول سلمي في السودان". وعن الدعوات التي وجهتها الخرطوم اخيراً للمصالحة مع المعارضة الشمالية قال مبارك المهدي "ان النظام السوداني يناور وما يعرضه ليس الا تنازلات شكلية، وهو يبحث عن تسويات جزئية حتى يؤمن لنفسه كل شيء". وقال: "نحن نقبل الحوار تحت مظلة افريقية وعربية وفي ظل ايغاد موسع يضم مصر". وترعى "ايغاد" مفاوضات السلام المقرر استئنافها في نيسان ابريل المقبل في نيروبي بين المتمردين الجنوبيين والخرطوم. وكان موسى أكد الأحد امام مجلس الشعب المصري في معرض رده على سؤال خاص بالعلاقة مع السودان "ان علاقة مصر بالسودان علاقة ازلية وهناك مصلحة مشتركة وليس من مصلحة مصر أو السودان ان تكون العلاقات غير سوية".