يصل إلى الدوحة يوم الجمعة المقبل الرئيس الاريتري أساياس أفورقي لاجراء محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، علماً أن قطر رعت مذكرة تفاهم سودانية - اريترية لمعالجة الخلافات بين البلدين الجارين. في غضون ذلك، نقلت مجلة حكومية اثيوبية عن رئيس البرلمان السوداني الأمين العام ل "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي قوله إن التفاوض مع أفورقي "مضيعة للوقت". وأضاف في تصريحات نشرتها مجلة "افويتا" الاثيوبية أمس ان "سياسة افورقي القائمة على التفاوض بعد غزو أراض ليست مقبولة". وعرض جهوداً بذلتها دول عربية عدة لتسوية الخلاف السوداني - الاريتري. وأشار إلى شروط الخرطوم لتحسين العلاقات وهي: إعادة مبنى السفارة السودانية في أسمرا الذي أعطته الحكومة الاثيوبية للمعارضة السودانية وطرد المعارضين ووقف الهجمات عبر الحدود. وحمّل الترابي افورقي مسؤولية تدهور الأوضاع في منطقة القرن الافريقي، واستبعد تحسن العلاقات مع أسمرا في ظل تمسك أفورقي سياسته العدوانية أزاء السودان. في مقابل ذلك، وصف الترابي العلاقات بين اثيوبيا والسودان بأنها تاريخية واستراتيجية وتقوم على مصالح مشتركة، مشيراً إلى أن الخلافات التي حدثت أخيراً بسبب تداعيات محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك بأنها خلافات عابرة ويمكن التغلب عليها بفتح قنوات الحوار للتوصل إلى نقاط التقاء بين البلدين". إلى ذلك، أكد مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية الاريترية السيد حامد حمد ل "الحياة" ان افورقي الذي بدأ أمس زيارة لبلجيكا سيزور قطر تلبية لدعوة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ورأى أن الزيارة "تأتي في إطار الحرص على تطوير العلاقات". وشدد المسؤول الاريتري رداً على سؤال عن نتائج الوساطة القطرية بين السودان واريتريا على "اننا أوضحنا مراراً وتكراراً ان المشكلة تكمن في التوجه المعلن للنظام السوداني"، الذي وصفه بأنه "توجه معاد للشعب السوداني نفسه وامتد إلى دول الجوار وبينها اريتريا. وإذا تخلى النظام السوداني عن هذه السياسة بشكل معلن وجسد اعلانه عملياً فنحن مستعدون للتعاون، خصوصاً أن علاقات متميزة تربطنا مع الشعب السوداني الذي احتضننا لمدة 30 عاماً ودعم نضالنا". واتهم الحكومة السودانية بمحاولة استخدام النزاع الاثيوبي - الاريتري لمصلحتها "وصب الزيت في النار"، مشيراً إلى تعاون استخباري سوداني - اثيوبي "وخدمات عبر الموانئ تصب في اشعال الحرب في المنطقة".