القدس المحتلة، غزة، تل ابيب - أ ف ب، رويترز - طالبت السلطة الفلسطينية امس رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك بالاقرار بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، على اعتبار ان "ذلك السبيل الوحيد للتوصل الى سلام حقيقي في المنطقة". كذلك اُعلن امس ان مفاوضين فلسطينيين التقوا مسؤولين في حزب العمل وطالبوهم بوقف النشاط الاستيطاني. واعلن مسؤول فلسطيني ان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات التقى النواب في الكنيست البرلمان الاسرائيلية يوسي بيلين وحاييم رامون وشلومو بن عامي الاسبوع الماضي، للبحث في خطوات السلام التي جمدت في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو. وقال المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان هذا الاتصال هو الاول بين الفلسطينيين والمرشحين لدخول الحكومة الاسرائيلية الجديدة. وتابع ان "صائب قال لمسؤولي حزب العمل انه يتعين وقف النشاط الاستيطاني واستئناف مفاوضات الوضع النهائي بسرعة وتنفيذ اتفاقات واي ريفر". وكشف مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون ان اجتماعا آخر جرى اول من امس بين بيلين والمسؤول المكلف ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فيصل الحسيني. وقال مسؤول في مكتب بيلين: "تحدث الحسيني عما اعتبره فورة في عمليات بناء المستوطنات عقب الانتخابات، خصوصاً في راس العامود وحي الشيخ جراح وهارحوما" على جبل ابو غنيم في القدسالمحتلة. من جهة اخرى، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان "على باراك ان يقر بوضوح بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، وهدف اي مفاوضات مقبلة هو تأمين ممارسة الفلسطينيين هذا الحق". واضاف: "من دون هذا الاقرار، فإن اي استئناف للمفاوضات لن ينجح في انقاذ عملية السلام من المأزق المميت الذي تعيشه الآن ولن يكون بالامكان الوصول الى سلام نهائي". وشدد المسؤول الفلسطيني على ان الحديث عن "تنفيذ اتفاق واي ريفر لا يكفي وحده لاعطاء دفعة حقيقية لعملية السلام، باعتبار ان هذا الاتفاق يتضمن استحقاقات كان على اسرائيل ان تنفذها منذ زمن طويل". وقال: "لا شك أن قيام حكومة باراك المقبلة بالتنفيذ الكامل لاتفاق واي ريفر سيعطي مؤشرات ايجابية الى نيتها السير قدماً في عملية السلام … غير ان هذا وحده لا يكفي … الأمر الجوهري هو ان يكون مسار المفاوضات باتجاه منح الفلسطينيين حقوقهم". واعتبر ان "البدء بمفاوضات جدية ومحددة زمنياً في شأن قضايا التسوية النهائية وبعقلية تختلف عن اللاءات التي سمعناها حتى الآن، هو وحده السبيل الى سلام حقيقي ونهائي". وكان ابو ردينة يشير بهذه "اللاءات" الى النقاط التي أوردها باراك في خطابه الذي ألقاه بعد ساعات من اعلان فوزه في 18 الشهر الجاري، والتي قال فيها ان القدس الموحدة ستبقى العاصمة الابدية لاسرائيل وانه ينوي الاحتفاظ بمساحات كبيرة من الاراضي الفلسطينية في اطار اي تسوية نهائية. وقال: "المطلوب لغة تنسجم مع روح عملية السلام وليس تكرار اللغة ذاتها التي تعود لعصر نتانياهو الذي لحقت به هزيمة كبيرة في الانتخابات". واشار الى ان "طبيعة الائتلاف الحكومي الذي سيشكله باراك ومدى انسجام عناصره مع عملية السلام سيشكل المعيار الحقيقي الذي يحدد ما اذا كان اختار السير جدياً في طريق السلام وليس طريق الاملاءات او المماطلة الذي أثبتت التجارب فشله". وفي شأن التحركات السياسية لعقد قمة خماسية تضم الى السلطة كلا من مصر وسورية والاردن ولبنان، قال ابو ردينة: "نحن نرى ضرورة الخروج بموقف عربي يحدد بوضوح ان سياسة اللاءات لا تفيد وان الفلسطينيين والعرب اختاروا السلام كخيار استراتيجي، واذا تمت مواجهتهم بلاءات فإن ذلك سيدفعهم لتعديل خياراتهم". الى ذلك، اتهمت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية المعارضة للاستيطان امس المستوطنين بمواصلة البناء على الاراضي الفلسطينية بعد انتخاب باراك رئيساً للوزراء. وأحصت الحركة ست ورشات جديدة لبناء مواقع غير مشروعة في منطقة نابلس شمال الضفة الغربية او توسيعها، مشيرة الى ان المستوطنين بدأوا اعمال البناء بعد اسبوع من انتخاب باراك. وقالت الحركة انها شاهدت في هذه المواقع خيمة وورشة بناء ومولد كهرباء قرب مستوطنة يتزهار جنوب نابلس.