أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك زعماء التجمعات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بأنه قرر اقتلاع 15 بؤرة استيطانية من بين 42 اقيمت في عهد حكومة اليمين السابقة في الفترة اللاحقة لتوقيع مذكرة واي ريفر. وقال باراك ان هذه البؤر اقيمت بصورة "غير شرعية" في حين ان ثماني بؤر فقط حازت على "الشرعية" واقيمت وفق القانون بالحصول على تصريح من الادارة الاسرائيلية في الضفة الغربية في حين ان البؤر ال 16 الاخرى شُرع البناء فيها خلال مدة اتخاذ الاجراءات القانونية لاقامتها. وعليه، فإن الفئة الاخيرة لن تقتلع ولكن لن يحق لها التوسع والتطوير بخلاف البؤر الثماني التي ستصبح مستوطنات كاملة. وامهل باراك المستوطنين فترة 24 ساعة لتقديم اعتراضاتهم على القرار معرباً عن امله بأن يتفهموا موقفه وقراره ويمتثلوا لذلك من دون الحاجة الى استخدام القوة. وقبل ان يعود زعماء المستوطنين للاجتماع الى باراك، اعلنوا رفضهم لهذا القرار، وجاء في بيان اصدروه عقب اجتماع طارئ في القدس انهم يطالبون باعادة النظر "في القرار الاحادي الجانب" الذي تم من دون التشاور معهم وهو ما يمثل، كما جاء في البيان، خرقاً للتفاهم المحرز بين الجانبين - أي المستوطنين وباراك - كما طالبوا بمنحهم مهلة اضافية لتدارس الامر. وقال المتحدث باسم المستوطنين يهوشوع مار يوسف ان باراك تجاوز الخطوط الحمر وهو ما يملي على "الحركة الاستيطانية" تنظيم حملة عامة ضد مخطط رئيس الحكومة لتفكيك البؤر المشار اليها. وذهب زعماء استيطانيون آخرون الى حد الاعلان عن تظاهرات احتجاجية في غير موقع وحشد العشرات من العائلات الاسرائيلية في البؤر تلك، لتعقيد مهمة الاخلاء التي يتوقع ان ينفذها الجيش الاسرائيلي في حال احجام المستوطنين عن اخلاء المواقع طوعاً. وكان مسؤولون فلسطينيون اعلنوا رفضهم لتصنيفات رئيس الوزراء الاسرائيلي البؤر على انها شرعية او غير شرعية مطالبين باقتلاعها جميعاً. وقال مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية فيصل الحسيني عضو الفريق المفاوض الى محادثات الحل النهائي "ان الموقف الفلسطيني واضح وهو ان جميع هذه البؤر غير شرعية ويجب ازالتها فوراً من اجل خلق صدقية لعملية السلام". وتابع ان "جميع المستوطنات في الاراضي الفلسطينية هي غير شرعية ولكن ذلك سيتم بحثه في مفاوضات المرحلة النهائية". واعلن صلاح التعمري رئيس لجنة مقاومة الاستيطان عضو المجلس التشريعي ان "ايهود باراك يقوم بمناورة خادعة ويهدف من وراء قراره تفكيك بعض البؤر الى خلق انطباع في العالم بأنه يريد تنفيذ الاتفاقات". ويحذر التعمري من ان رد الفعل الفلسطيني على استمرار الاستيطان لن يكون سهلاً وان على الاسرائيليين ادراك ذلك.