رام الله الضفة الغربية، عمان، باريس، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وافقت السلطة الفلسطينية امس على تأجيل تنفيذ اتفاق واي ريفر "اياما عدة"، وذلك خلال اتصال هاتفي اجراه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مع الرئيس ياسر عرفات امس. وقال افيف بوشينسكي الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ان عرفات وافق على طلب نتانياهو تأجيل تنفيذ الاتفاق الى حين عرضه على البرلمان الاسرائيلي ونيل موافقته عليه. ونقل عن نتانياهو تأكيده ان "اسرائيل ستنفذ الجانب الخاص بها من اتفاق السلام من دون تأخير" في اعقاب ذلك. وفي السياق نفسه، قال احمد الطيبي مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة "فرانس برس" ان عرفات "اوضح لنتانياهو انه ما دام الحديث يتناول تأجيلا لايام عدة، فإن السلطة الفلسطينية لا تمانع مثل هذا التأجيل"، مشدداً في الوقت نفسه على ان يكون هذا التأجيل الاخير. واشار الى ان عرفات اعطى موافقته على التأجيل اياما عدة رغم ان الاتفاق لا يتضمن ان تقوم الكنيست والحكومة الاسرائيلية بإقراره، وذلك حرصاً على توفير مناخات تساعد على تنفيذ ما اتفق عليه. وكان نتانياهو صرح: "بموجب قوانينا نحن، وبقرار من المدعي العام، لن يصبح الاتفاق سارياً الا بعد موافقة الكنيست البرلمان عليه في وقت ما من الاسبوع المقبل". واضاف: "من المتصور ان يحدث تأخير لكن يمكننا ان نقصره على مجرد تأخير فني لايام عدة، ولا اتصور ان في ذلك مشكلة". واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان "نتانياهو يريد المراوغة"، مشيرا الى ان الحكومة الفلسطينية وافقت على الاتفاق. وقال مسؤولون اسرائيليون انهم ينتظرون اخطارا من واشنطن بتسلمها خطة امنية فلسطينية حتى تبدأ الحكومة الاسرائيلية بالتصويت على الاتفاق. من جهة اخرى، اتفق عرفات مع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماعه اول من امس على ان يلتئم المجلس المركزي خلال اربعة اسابيع للمصادقة على تعديل الميثاق، فيما اكد الرئيس بيل كلينتون ان زيارته لغزة لحضور اجتماع تعديل الميثاق ليست خطوة اولى نحو دولة فلسطينية، مشيرا الى ان نتانياهو هو الذي طلب منه خلال محادثات واي ريفر حضور الاجتماع في قطاع غزة. وسئل كلينتون خلال مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي هل ستعتبر زيارته لغزة خطوة اولية من جانب واشنطن نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فرد قائلا: "اذا كان الامر كذلك فانني اعتقد انه خطأ لانني حاولت الالتزام تماما بموقف الولاياتالمتحدة باننا لن نتخذ موقفا في شأن اي من قضايا الوضع النهائي". الاستيطان وفي القدسالمحتلة، منعت الشرطة الاسرائيلية بالعصي مجموعة مكونة من 20 فلسطينيا يقودهم مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني من دخول موقع مستوطنة جديدة في حي راس العمود، مما ادى الى اصابة احد الحراس الشخصيين للحسيني. وكانت المجموعة تحتج على قرار اسرائيل السماح لمستوطنين بازالة القمامة لبناء سياج حول الموقع الكائن في الحي بعد تجميد المشروع لمدة 14 شهرا. من جهة اخرى، عملت الجرافات الاسرائيلية بهمة في بناء حي جديد في مستوطنة كريات اربع في الخليل في الضفة، في اطار مشروع ادانه الفلسطينيون ووصفوه بانه انتهاك للاتفاق المرحلي. ووصف مكتب نتانياهو عملية البناء الجارية في المستوطنة والتي كشف عنها للمرة الاولى تقرير للتلفزيون الاسرائيلي اول من امس، بأنها تطبيق لخطة توسيع المستوطنة والتي تقررت قبل عامين. وجاء في التقرير ان مشروع البناء "الرد الصهيوني على جريمة قتل" مستوطن من المستوطنة اخيرا، فيما اشار مسؤول اسرائيلي الى ان المشروع يسعى لتحسين شعبية نتانياهو لدى المستوطنين. وقال مسؤولون في كريات اربع انه يجري تمهيد الارض لبناء 200 وحدة سكنية في موقع المنطقة الصناعية. واوضح نتانياهو: "لم نقرر بناء مستوطنات جديدة لكننا نسمح دوما بنمو المجتمعات القائمة وهذه سياستنا وستظل كذلك". واوضح ناطق باسمه: "الخطط موجوده منذ نحو عامين والآن استكملت وسيبدأ البناء. رئيس الوزراء لم يكن متابعا للامر اخيراً. انها مسألة فنية". وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة "رويترز": "نرفض اي نشاط استيطاني خصوصا بعد توقيع مذكرة واي". واضاف: "هذا انتهاك ... على الجميع الامتناع عن اتخاذ خطوات من جانب واحد" خصوصا مع اقتراب موعد تنفيذ الاتفاق. الى ذلك، اعرب الاردن امس عن امله في الا يؤثر بناء مستوطنة جديدة في قلب القدسالشرقية على تطبيق الاتفاق. وصرح وزير الاعلام الاردني ناصر جودة: "يجب ان ننتظر تطبيق الاتفاق قبل اعطاء احكام مسبقة على مصيره"، مؤكدا ان "على اسرائيل التزام الجدول الزمني للانسحاب الوارد في الاتفاق". وقال: "سننتظر لنرى". كذلك قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان اعمال البناء التمهيدية في القدسالشرقية "قرار مؤسف، اذ انه يأتي في وقت يجب ان تبذل فيه جميع الجهود لاعادة الثقة اللازمة لتطبيق اتفاق واي ريفر ... ونأمل بألا ينفذ القرار". وهاجم وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمس بشدة استئناف النشاط الاستيطاني في منطقة رأس العمود، واعتبره مؤشراً سلبياً يزيد من شكوك إلتزام الحكومة الاسرائيلية بالاتفاق الاخير مع الفلسطينيين الذي تم برعاية اميركية.