في أول رد فعل فلسطيني على التصويت اول من امس بحلّ الكنيست الاسرائيلية، وبدء الحملة الانتخابية الاسرائيلية عملياً قال الامين العام لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية الطيب عبدالرحيم ان ما يجري في اسرائيل بهذا الصدد "هو شأن داخلي اسرائيلي" وان "الفلسطينيين لا يتدخلون فيه". وهذا هو الموقف الفلسطيني الرسمي الذي تكرره منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية للمرة الثالثة منذ انتخابات عام 1992 التي جاءت بحزب العمل الى الحكم، والانتخابات التالية التي جرت في ايار مايو 1996، وجاءت بحزب ليكود الى الحكم. واكدت السلطة الفلسطينية هذا الموقف مجدداً امس بعد وصول حكومة ليكود الحالية الى نهاية طريقها وتصويت البرلمان الاسرائيلي بغالبية 81 صوتاً على حل الكنيست والدعوة الى انتخابات عامة. لكن عبدالرحيم شدد في الوقت نفسه على الموقف الفلسطيني الذي يدعو الحكومة الحالية في اسرائيل الى تنفيذ الالتزامات التي وقّعت عليها في اطار اتفاق واي ريفر، مشيراً الى ان اي شأن داخلي "لا يمكنه ان يعفي الحكومات من مواصلة تنفيذ التزاماتها"، ضارباً امثلة على ذلك، بالنسبة الى دول ديموقراطية اخرى، كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما. وعلى هذا الصعيد، علمت "الحياة" من مصادر فلسطينية مطلعة ان الادارة الاميركية على وشك اصدار بيان شديد اللهجة، تؤكد فيه التزام الجانب الفلسطيني بتنفيذ كافة تعهداته واخلال الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ التزاماتها، بعد ان كررت الادارة الاميركية تأكيدات مماثلة لهذا الموقف خلال اليومين الاخيرين مطالبة الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ التزاماتها من دون قيد او شروط جديدة. وعقد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اجتماعاً أمس ضمّه وقناصل الدول الاوروبية طلب منهم خلاله ممارسة ضغط دولي على حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لحملها على استكمال تنفيذ اتفاق واي ريفر، واتخاذ موقف قوي، في حل اقدام نتانياهو في اطار حملته الانتخابية - على انتهاج سياسة استيطانية توسعية. وعبرت السلطة الفلسطينية عن خشيتها من اقدام نتانياهو على اتخاذ مبادرات خطيرة في هذا الصدد، كإعطاء الضوء الاخضر للبدء بعمليات البناء في مستوطنة جبل ابو غنيم في محاولة لشراء اصوات المستوطنين وتأمين دعم اليمين المتطرف له في حملته الانتخابية. وفي ما يبدو انه ردّ غير مباشر على خطاب نتانياهو وايهود باراك زعيم حزب العمل اول من امس في الكنيست، قال عريقات ان ما يجري هو شأن اسرائيلي داخلي "ولكن عليهم ان يرتفعوا الى حدود المسؤولية ويوجهوا رسالة سلام الى الشعب الفلسطيني، بدلاً من التباري في وضع اللاءات". واضاف: "نحن نرفض اقوال نتانياهو في حملته الانتخابية باسقاطه التزامات حكومته التي وقّع عليها شخصياً، وما قاله هو مخالفة كبيرة للاتفاقات، رسالة سلبية توجهها حكومة اسرائيل الى الفلسطينيين". وفي اشارة الى خطاب باراك قال عريقات: "من المؤسف أن ما ورد في هذا الخطاب عن الخطوط التي اشار اليها في خطابه هي نفسها مواضيع الحل النهائي. والغريب في هذه الحملة الانتخابية هو بروز ظاهرة خطرة ومخيفة قوامها السعي نحو التطرف". وتساءل المسؤول الفلسطيني: "اذا كانت غالبية الشعب الاسرائيلي تريد السلام، فكيف يخاطبون من قبل مرشحين كهؤلاء يتسابقون في وضع اللاءات، والخطوط الحمر؟ اي رسالة يريدون توصيلها الى الشعب الفلسطيني والى شعبهم؟". وختم عريقات: "ان من يقرر مصير الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني. ولن نسمح، لا لنتانياهو ولا لباراك ان يتدخل في تقرير مصير الشعب الفلسطيني". واكد ان موعد الرابع من أيار مايو المقبل "هو موعد مقدس، لم يحدده الفلسطينيون، وانما أجمع عليه العالم كله، باعتباره نهاية المرحلة الانتقالية ومفاوضات الحل النهائي".