صعّدت موسكو لهجتها المعارضة للعمليات الأطلسية ضد يوغوسلافيا ولمحت إلى احتمال تزويد بلغراد أسلحة متطورة، فيما ازدادت ضغوط المعارضة اليسارية المطالبة ب"خطوات أكثر حزماً" لدعم الصرب. واثر اجتماع عاجل عقدته الحكومة أمس السبت، قال وزير الدفاع ايغور سيرغييف إن موسكو ستواصل البحث عن وسائل سياسية لتسوية الأزمة "لكنها لا تستبعد تكثيف وجودها العسكري في البحر الأدرياتيكي". ونقلت صحيفة "سيفودنيا" عن مصادر عسكرية ان البحرية الروسية تنوي اقامة "طوق من سفن الاستطلاع" حول الادرياتيك لمتابعة تحركات الأطلسي، خصوصاً الطيران، ولالتقاط الاتصالات الهاتفية بين القطعات الموجودة في البلقان وايطاليا لنقل المعلومات لاحقاً إلى بلغراد التي لا تستطيع استخدام أجهزة الرادار على نطاق واسع خوفاً من كشفها. وحذر محافظ موسكو يوري لوجكوف، الذي يعد من أقوى المرشحين للرئاسة، من تورط مباشر في النزاع، لكنه أكد أن "من حق موسكو تزويد بلغراد بأحدث الصواريخ المضادة للطائرات" في حال إقدام الأطلسي على زج قوات برية في النزاع. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً وصفت فيه الغارات الأطلسية بأنها "حرب إبادة ضد شعوب يوغوسلافيا"، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لوقفها. وواصلت موسكو اتصالاتها مع البلدان الصناعية الكبرى وذكر وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان المبادرة الروسية لعقد اجتماع للدول الثماني لمناقشة الأزمة اليوغوسلافية "ما زالت قائمة" وتوقع "نتائج ايجابية". وطالب اتحاد القوى اليسارية الحكومة الروسية باتخاذ موقف "أكثر صلابة" والاعلان فوراً عن الانسحاب من نظام العقوبات المفروضة على بلغراد وارسال مزيد من القطع البحرية إلى الادرياتيك. وفي تحرك رمزي، قررت الكنيسة الارثوذكسية ايفاد عدد من القساوسة للانضمام إلى الصرب الواقفين على جسور بلغراد كدرع بشرية "لحمايتها من الغارات".