حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس الخميس من أن الأزمة البلقانية "لم تعد محصورة ضمن حدود يوغوسلافيا بل طاولت البلدان المجاورة ويمكن أن تقوض اتفاقيات دايتون للسلام"، فيما أكدت موسكو مجدداً إرسال سفن الى الأدرياتيك ورفضت الاتهامات الأميركية بأنها تصعد في المواجهة. وفي إطار مبادرة روسية جديدة لاحتواء الأزمة البلقانية، دعا الرئيس بوريس يلتسن الى عقد إجتماع طارئ لوزراء خارجية "الدول الثماني الكبرى". وفي خطاب تلفزيوني أكد يلتسن ان عمليات الأطلسي ضد يوغوسلافيا "آخذة في الإتساع وتهدد بالتحول الى مصيبة كبرى ليس للأوروبيين وحدهم". وأضاف أن رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الذي التقى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش أخيراً، "تأكد من ان مشكلة كوسوفو يمكن حلها بالمفاوضات". وبناء على ذلك، كلف يلتسن وزير خارجيته ايغور ايفانوف بالدعوة إلى لقاء عاجل للدول الثماني الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان وايطاليا وكندا وروسيا، بحثاً عن صيغة للتسوية. وشدد الرئيس الروسي على أن "العمل ينبغي أن يبدأ فوراً … فكل يوم يضيع يعني خسائر ومآسي جديدة". وإثر لقاء مع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف، أبلغ وزير الدفاع ايغور سيرغييف الى الصحافيين ان النزاع اليوغوسلافي "أصبح يمتص بلداناً جديداً". وفي المقابل، أكد وزير الخارجية أن بلداناً أخرى ستنجر الى "مستنقع الأزمة" ومنها البانيا وبلغاريا وهنغاريا، وقال ان مقدونيا أخذت تتساقط عليها القنابل. وتابع ان موسكو حذرت من ان النزاع لن يبقى محصوراً ضمن حدود يوغوسلافيا وپ"هذا ما يحصل بالفعل الآن". وأكد ايفانوف انه أبلغ نظيرته الأميركية مادلين اولبرايت ان مشكلة البلقان لا حل عسكرياً لها. وذكر انها "استفسرت" عن قرار روسيا إرسال سفن الى بحر الادرياتيك. وأشارت وزارة الخارجية الروسية الى ان الاتهامات الأميركية بأن إرسال السفن يزيد من حدة التوتر، إنما هي "كلام أخرق". وذكرت ان حلف الأطلسي كان البادئ في حشد قوات ضخمة في البلقان. ويفترض أن تعبر سفينة الإستطلاع "ليمان" مضيق البوسفور اليوم على أن تتحرك بعدها ست قطع بحرية أخرى، ما يعيد للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، الأسطول الروسي الى البحر الأبيض المتوسط. ومن المعروف أن موسكو سحبت من هناك تشكيلتها البحرية الدائمة التي كانت تضم ما لا يقل عن عشر قطع بحرية، الحقت بها غواصات نووية في السنوات الأخيرة. مناورات للغواصات النووية وضمن الاستعراضات العسكرية، أعلن أمس ان غواصة نووية استراتيجية من طراز "دلتا 3" أطلقت صاروخاً عابراً للقارات من بحر بارنتس وانه أصاب هدفاً افتراضياً في منطقة كاتشاتكا الروسية في الشرق الأقصى. وذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان لديه معلومات ان اليوغوسلافيين اسقطوا ليل الأربعاءپ- الخميس طائرة لحلف الأطلسي والقوا القبض على ستة "جواسيس" قال انهم كانوا يقومون بوضع إشارات قرب مواقع برية لتستدل بها الطائرات المغيرة. ولم يوضح الوزير إذا كان بين هؤلاء الستة، العسكريون الأميركيون الثلاثة الذين عرض تلفزيون بلغراد صورهم. ووعد المارشال سيرغييف بتقديم "براهين" على استخدام الأميركيين القنابل الانشطارية المحظورة دولياً في العمليات الأخيرة. وذكر أن خسائر القوات المسلحة اليوغوسلافية لم تتعد 28 قتيلاً و90 جريحاً في مقابل أكثر من الف قتيل مدني.