أبلغت مصادر رسمية في بلغراد الى "الحياة"، أمس، ان اتصالات تجرى عبر الفاتيكان مع ايطاليا وفرنسا بهدف التوصل الى "وقف الغارات الأطلسية خلال عيد الفصح في مقابل اطلاق الجنود الأميركيين الثلاثة" الذين أسرتهم يوغوسلافيا. ولمحت المصادر نفسها الى أن الوفد البابوي التقى في بلغراد الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا في اطار وساطة بين الأخير والسلطات اليوغوسلافية. راجع ص 6 و7 وخطت روسيا، أمس، خطوات عملية وسياسية نحو "تصعيد" تعاطيها مع الحرب التي يشنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن رئيس الأركان أناتولي كفاشتين قوله ان تقديم بلاده مساعدة عسكرية الى بلغراد "ممكن" و"رهن الوضع"، وتحركت أول سفينة حربية روسية نحو البحر الادرياتيكي لتكون على مقربة من مسرح العمليات. الى ذلك أكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان الأطلسي بدأ بنقل قطعات مشاة الى المنطقة تمهيداً لبدء عملية برية. وأضاف في مؤتمر صحافي ان الحلف "يسبب بضرباته الجوية كارثة انسانية ثم يقوم بعملية برية بحجة تفادي هذه الكارثة"، وتوقع مشاركة 150 الى 200 ألف عنصر في العملية البرية مشيراً الى ان القطعات البريطانية والفرنسية ستكون "القوة الضاربة" فيما سيكون الأميركيون في المؤخرة مستخدمين حلفاءهم ك "دروع بشرية". وحذر الوزير من أن "توسيع العدوان" في البلقان يدفع روسيا الى اتخاذ اجراءات مضادة. وعلى صعيد آخر نقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية ان حطام طائرة "الشبح" الأميركية التي اسقطت فوق يوغوسلافيا الاسبوع الماضي نقل الى روسيا ورفضت وزارة الدفاع الروسية ان تؤكد أو تنفي هذا النبأ. وأفادت وكالة "تانيوغ" اليوغوسلافية ان الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش طلب من نواب روس التقاهم أمس ان تقدم موسكو مساعدات عسكرية الى جيشه حتى "ندافع عن بلادنا بشكل أفضل". وكان قائد القوات الأطلسية في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك قد اعترف أمس للمرة الأولى بوضوح "ان الغارات الجوية لا يمكنها وحدها أن تحول دون ارتكاب الميليشيات المجازر" وتوجه الى الروس محذراً اياهم من أن تتدخل سفنهم الحربية المتوجهة الى الادرياتيكي في عمليات الأطلسي. وجاءت هذه التطورات في ضوء استمرار الغارات الجوية التي لم تنجح حتى الآن في منع عمليات التهجير حيث ان عدد الذين يرغمون على مغادرة كوسوفو بات يتجاوز في اليوم الواحد 35 ألفاً. وتمضي الولاياتالمتحدة في حشد المزيد من الطائرات الحربية ويؤكد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان الحملة الجوية "تستغرق وقتاً ونحن لم نعد بتحقيق نجاح في ليلة واحدة" نافياً نفياً قاطعاً فكرة اقدام الحلف على نشر قوات ميدانية، وذلك بسبب "الصعوبات الكبيرة" الناجمة عن ذلك. واعتبر الناطق باسم الأطلسي جيمي شي ان "أزمة كوسوفو باتت أزمة اقليمية" نتيجة التطهير العرقي الذي يمارسه ميلوشيفيتش ويدفع بآلاف المهجرين يومياً نحو بلدان المنطقة. ووجهت بريطانيا أمس رسالة مفتوحة الى ستة من الضباط اليوغوسلاف سمتهم باسمائهم وطلبت منهم عصيان أوامر قيادتهم بشأن تنفيذ الجرائم في كوسوفو. ووصفت هؤلاء الضباط بأنهم "محترمون" وربما قادرون على وقف المأساة في الاقليم. ورأى مراقبون ان الهدف احداث وقيعة بين هؤلاء والقيادة.