قدرت مصادر حلف شمال الاطلسي ان عدد الالبان الذين هجروا من كوسوفو، منذ اندلاع الازمة، بأكثر من نصف مليون شخص، فيما امتد طابور من النازحين امس الجمعة بطول حوالى 10 كيلومترات باتجاه حدود البانياومقدونيا. في غضون ذلك اعلن الناطق باسم جيش تحرير كوسوفو ياكوب كراسنيجي في تيرانا امس ان المقاتلين الألبان جددوا طلبهم الى الولاياتالمتحدة بتزويدهم بالسلاح لوقف عمليات التطهير العرقي التي يقوم بها الصرب "ويأملون ان يكون الرد ايجابياً". وأوضح ان جيش التحرير اعلن التعبئة العامة في صفوف الألبان "وليس في اقليم كوسوفو وحده". وأشار الى ان المقاتلين الألبان يعتبرون اي اتفاق بين ميلوشيفيتش وروغوفا باطلا "لأنه لا يستند الى ارادة الشعب الألباني في الاستقلال الذي اقره في استفتاء عام 1991". واعتبر كراسنيجي ان روغوفا يرتكب جرم الخيانة العظمى "اذا تأكد ان ما وقعه كان متفقاً مع رغبته وقناعته". ومن جهة اخرى ابلغ نازحون وصلوا الى مقدونيا "الحياة" ان جيش تحرير كوسوفو حذر النازحين من اي رجل قادر على حمل السلاح 18 - 65 سنة ويغادر خارج كوسوفو "يقترف خيانة عظمى وسينال اشد العقاب". الاف النازحين وقدر جيمي شيا الناطق باسم الحلف الاطلسي في بروكسيل ان "حوالى 36 الفاً و500 لاجئ ارغمهم الصرب على الفرار الخميس أول من أمس في حين ان 634 الف الباني تركوا كوسوفو منذ اندلاع الازمة قبل اكثر من عام". وأضاف في تصريح امس ان "طابوراً من اللاجئين طوله 10 كيلومترات يمتد داخل كوسوفو نحو حدود البانياومقدونيا". واعتبر شيا ان قضية كوسوفو "باتت مشكلة اقليمية". ووصل امس الى مقدونيا نحو 8 آلاف نازح وتولت الشرطة المقدونية تجميعهم ووضعهم في حافلات تحمل ارقاماً مقدونية وتحركت مساء في قافلة تحرسها سيارات الشرطة المقدونية وتوجهت الى مكان غير معروف يسود الاعتقاد بأنه خارج مقدونيا. وأشار النازحون الى ان القوات الصربية تمكنت من طرد غالبية الالبان من ثلاث مناطق رئيسية هي بريشتينا العاصمة وميتروفيستا الشمال الغربي وبيتش الغرب وانه "يجري إسكان الصرب الذين هُجروا من كرايينا الكرواتية في هذه المدن". وأوضحوا ان ميليشيات النمور الصربية اركان والراديكالية شيشيلي تقوم بعمليات الاسكان حسب تعليمات من رئيسة لجنة المهجرين الصرب براتسلافا مورينا. وأشار النازحون الى انه يوجد حالياً في الطريق الى مقدونياوالبانيا نحو 70 الف نازح الباني غادروا مناطقهم وسط كوسوفو منذ ثلاثة أيام. وكانت مفوض الشؤون الانسانية في الاتحاد الاوروبي ايما بونينو زارت النازحين الألبان في المنطقة الحدودية المقدونية مساء أول من امس الخميس ووصفت الحال بأنها "كارثة انسانية" ووعدت بحل عاجل "لهذه المحنة". واعتبرت الاجراءات الصربية المتصاعدة في كوسوفو "عمليات تطهير عرقي ينبغي وقفها بالقوة العسكرية".