اللاجئون من كوسوفو إلى ألبانيا يشكلون عُشر سكان البلاد، وكان منتظراً أمس استيعاب مئة ألف لاجئ في مدينة مورينا، أما اللاجئون إلى مقدونيا والجبل الأسود فيقدرون بمئات الآلاف. وبدأت رسمياً أمس عميلة "الملجأ الحليف"، أو الملاذ الآمن للاجئين من كسوفو بحماية حوالي 8000 جندي موزعين على دول الأطلسي. وصل أمس 24 ألف لاجئ إلى الجبل الأسود، وتحدث اللاجئون عن مجازر ارتكبها الصرب في حق سكان الاقليم. وأعلن متحدث باسم حلف شمال الاطلسي أمس السبت ان العملية الانسانية للحلف "الملجأ الحليف" لمساعدة عشرات الآلاف من ألبان كوسوفو الذين يستمرون في التدفق الى البانيا، بدأت رسمياً. وقال الكومندان هاتش هاتشيسن من وزارة الدفاع الالبانية إن "العملية بدأت بعد ان أمرت قيادة الحلف الجمعة بتطبيقها". وأضاف ان الجنرال البريطاني جون ريت تولى القيادة الفعلية للقوة المشتركة للحلف التي ستضم حوالي 7300 عسكري من جنسيات عدة. ونصف هؤلاء الجنود موجودون الآن في البانيا ومن بينهم أكثر من 1100 ايطالي و800 اميركي و400 فرنسي و230 يونانيا وحوالي مئتي الماني. وتزامن بدء عملية "الملجأ الحليف" مع وصول القائد الاعلى لحلف شمال الاطلسي الجنرال ويسلي كلارك الى البانيا، بعد زيارة الى مقدونيا صباح أمس. وتأتي أيضاً في وقت يتدفق اللاجئون بشكل متواصل على حاجز مورينا شمال الحدودي بين يوغوسلافيا والبانيا. ومنذ الساعات الاولى من فجر أمس دخل اكثر من 5500 شخص إلى ألبانيا من هذا المركز الحدودي. وكان ينتظر وصول مئة ألف لاجئ الى مورينا أمس. واستنفذت مدينة كوكس 40 كم عن مورينا قدرتها على استقبال اللاجئين. واستقبل أربعون ألف لاجئ في خيام اقامتها المنظمات غير الحكومية، وتعتزم السلطات المحلية استخدام مستودعات حول المدينة لايواء لاجئين آخرين. وأعلنت الاممالمتحدة ان اكثر من 330 ألف لاجئ من كوسوفو موجودون في البانيا، أي عشر سكان البلاد. حذرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من التدهور المتواصل لأوضاع النازحين الألبان الانسانية والصحية ودعت الى اتخاذ اجراءات سريعة تشمل المخيمات التي أقيمت في الدول المجاورة للاقليم. جاء ذلك في وقت تدفق أكثر من 24 ألف الباني خلال اليومين الأخيرين على الجبل الأسود والبانياومقدونيا في أعقاب حملة ارهاب وطرد جماعية جديدة للسكان الالبان من المناطق الشمالية الغربية والوسطى من الاقليم. وأفاد قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي ويسلي كلارك ان بلغراد "ستخسر الحرب اذا واصلت اعتداءاتها في اقليم كوسوفو". وقال في تصريح أمس السبت خلال زيارته لمقدونيا "على ميلوشيفيتش ان يعلم بأنه ليس في استطاعته ان يكسب الحرب ضد قوات الحلف الأطلسي". وأضاف: "ان الحلف سيكثف غاراته الجوية على يوغوسلافيا ويدمر كل ما له قيمة فيها إذا لم تغير بلغراد سلوكها". وفي شأن اللاجئين أشار الجنرال كلارك الى أن الحلف "سيواصل تقديم المساعدات الانسانية الضرورية للتخفيف من معاناة الأعداد المتزايدة من النازحين من كوسوفو". ومن جهة أخرى تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في مناطق غرب الاقليم المحاذية للحدود مع البانيا ونقلت اذاعة تيرانا عن ناطق باسم جيش تحرير كوسوفو انه "تم أسر جندي يوغوسلافي وتسليمه الى السلطات الأميركية الموجودة في البانيا". ويذكر أنه الجندي اليوغوسلافي الوحيد الذي أصبح أسيراً بيد القوات الأميركية فيما تحتجز السلطات الصربية ثلاثة جنود أميركيين كانت اعتقلتهم في منطقة حدود صربيا مع مقدونيا. وأعلنت السلطات المقدونية ان طائرة أميركية من طراز "أي 10" تابعة للحلف الأطلسي هبطت اضطرارياً في مطار سكوبيا المدني بما تحمله من معدات حربية. وأكد ذلك الناطق باسم قوات الحلف في مقدونيا ايريك مونيو الذي ذكر "ان أحد محركات الطائرة أصيب بعطل". وفي مقدونيا نقلت الصحف الصادرة في سكوبيا أمس عن وزير الداخلية المقدوني بافلي ترايانوف ان الشرطة التابعة للوزارة "استولت على 308 بنادق آلية من أحدث الأنواع ومعدات عسكرية أخرى من بينها 26 ألف و380 طلقة متنوعة أثناء تهريبها من البانيا الى مقدونيا". ولم يستبعد الوزير وجود كميات أخرى من الأسلحة معدة للتهريب من البانيا الى مقدونيا "وان يكون مقاتلو جيش التحرير دخلوا الى الأراضي المقدونية مع اللاجئين". والمعروف ان السلطات المقدونية لا تخفي مخاوفها من امتداد الحرب اليوغوسلافية الى أراضيها، وتعرب عن استيائها من وجود أكثر من 150 ألف لاجئ الباني في مقدونيا.