أجمع النازخون الألبان الذين وصلوا الى مقدونيا امس الأربعاء، ان عمليات القتل والاعتقال متواصلة في أنحاء كوسوفو وانهم شاهدوا الكثير من الجثث ملقاة في الشوارع والبيوت المحترقة، فيما اعترفت الحكومة المقدونية بأنها تضع حواجز لمنع وصول المزيد من ألبان الاقليم الى أراضيها. من جهة أخرى نفى مصدر في جيش تحرير كوسوفو في حديث الى "الحياة" الانباء التي صدرت من كرواتيا حول خروج الزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا من كوسوفو، وقال: "ان مغادرة أي الباني من الاقليم تتم إما الى البانيا أو مقدونيا". وأوضح المصدر ان الاعلان عن مثل هذه القضايا يتم فقط من الاشخاص المخولين من قبل الحركة الوطنية الالبانية وأماكنهم الرئيسية في جنيف وبروكسيل وفيينا، اضافة الى البانياومقدونيا. وأكد ان "أي تصريح يصدر من مكان آخر، ولا يكون مستنداً الى هذه المراكز، لن يكون دقيقاً ورسمياً". وأكد المصدر ان روغوفا لا يزال داخل الاقليم وأن أفراداً من عائلته وأقاربه أكدوا انه أصيب بجروح خطيرة أثناء محاولة اعتقاله السبت الماضي في داره، لكنه تمكن من الهرب بمساعدة حراسه. ورجح المصدر ان يكون روغوفا نقل الى أحد المواقع الجبلية لجيش تحرير كوسوفو من أجل ايجاد وسىلة لتهريبه الى البانيا وان تعذر ذلك، الى مقدونيا. وأشار الى ان "زوجة روغوفا وأفراد عائلته معتقلون وان داره نهبت واحرقت وتقيم فيها حالياً جماعات من ميليشيا النمور التي يقودها جيليكو راجناتوفيتش أركان". وأكد ان اتصالات تجرى حالياً في دولة مجاورة لكوسوفو مع قياديين في الحلف الاطلسي لتقديم مساعدات عسكرية عاجلة للمقاتلين الألبان "إلا ان هؤلاء القادة لم يستلموا جواباً حول طلبنا من قياداتهم العليا". من جهة أخرى، اعترفت الحكومة المقدونية بأنها اتخذت اجراءات لمنع انتقال أي شخص من كوسوفو الى مقدونيا "إذا لم يكن يحمل جواز سفر ساري المفعول". وقالت نائبة رئيس الحكومة المقدونية رادميلا كيبريانوفو في تصريح أمس في سكوبيا ان مقدونيا "وجدت نفسها مرغمة على اعادة الكثير من اللاجئين الألبان الى كوسوفو لأسباب أمنية". وأشارت الى ان الحكومة المقدونية كانت أبلغت جهات الإغاثة الدولية ان نزوح عدد كبير من البان كوسوفو الى أراضيها "سيؤثر في التركيبة السكانية القائمة في مقدونيا والتي تتصف بكثير من التعقيد". يذكر ان الألبان يشكلون حوالى ربع سكان مقدونيا حوالى نصف مليون نسمة وبذلك يأتون بعد الشعب المقدوني الذي يمثل حوالى 60 في المئة من مجموع السكان. واعترفت الوزيرة المقدونية بأن السلطات المقدونية اعادت حوالى ألف نازح جميعهم من قرية كاتشانيك في كوسوفو كانوا مختبئين في قطار قادم من الاقليم. وعثرت الشرطة عليهم اثناء وقوف القطار في قرية فولكوفو القريبة من سكوبيا. وشهدت "الحياة" في المناطق المقدونية القريبة من الحدود مع كوسوفو امس، عبور حوالى أربعة آلاف نازح، تجنب غالبيتهم المرور في النقطة الصربية حيث يأخذ حراس الحدود الصرب جوازات سفرهم ووثائقهم الخاصة، وذلك لسد الطريق أمام عودتهم مستقبلاً الى كوسوفو. وأفادوا أنهم يبتعدون أيضاً عن النقطة المقدونية بسبب منع أي نازح من دخول أراضيها "إذا لم يكن يملك جواز سفر ساري المفعول".