أنهى الرئيس ياسر عرفات جولاته العربية والدولية امس بلقاء مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة، حيث صرح بأن المجلس المركزي الفلسطيني هو الذي سيتخذ القرار النهائي في موضع اعلان الدولة. فيما علمت "الحياة" انه طلب من الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد تشكيل فريق لصوغ دستور الدولة. وصف الرئىس ياسر عرفات محادثاته في القاهرة بأنها "بناءة ومثمرة"، وقال: "اطلعت الرئيس حسني مبارك والامين العام للجامعة العربية على نتائج زياراتي لعدد من الدول العربية والصديقة، ونتائج مشاوراتي في شأن موعد إعلان الدولة الفلسطينية الذي اكدت اهميته للشعب الفلسطيني". وصرح وزير الخارجية المصري عمرو موسى إثر المحادثات بأن القرار الفلسطيني الخاص بموعد إعلان الدولة لم يتخذ حتى الآن ولم تتبلغه أي دولة. وقال: "لم نبلغ اليوم الاربعاء موعد إعلان الدولة"، لافتاً إلى أن المجلس المركزي الفلسطيني هو الذي سيتخذ هذا القرار. واشار إلى تزايد التوافق الدولي على تأييد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك خياره في إقامة دولته، مشيرا الى أن حكومة ليكود هي الوحيدة التي تشذ عن هذه القاعدة. وتابع: "التوافق الواسع في الرأي الدولي المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير تبلور في البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي في برلين في 25 آذار مارس الماضي، وهو ما يمثل تقدماً واضحاً في المسيرة الفلسطينية". وفي ما يتعلق بتاريخ إعلان الدولة الفلسطينية، قال: "إنها مسألة تكتيكية تتعلق بالظروف والملابسات التي ترى القيادة الفلسطينية في ضوئها ان الإعلان أو عدمه، سيعود بالنفع على الشعب والمسيرة... إن هذا الأمر سيناقش في المجلس المركزي في 27 نيسان ابريل الجاري". وأكد أن مصر تؤيد القرار الذي يتخذه الفلسطينيون في هذا الشأن سواء إعلان الدولة في الرابع من أيار مايو أو تحديد تاريخ جديد. وشدد على أن عملية السلام "لا يمكن أن تكتمل أو يقتنع بها أحد إلا اذا أفرزت دولة فلسطينية بالمعنى الحقيقي، وليس بالمعنى الشكلي الذي يتبادر إلى أذهان الاسرائيليين". الى ذلك، علمت "الحياة" أن عرفات طلب من عبدالمجيد تشكيل فريق من الخبراء القانونيين والسياسيين العرب برئاسته لإعداد دستور الدولة الفلسطينية. وقال الرئيس الفلسطيني: "شرحت للدكتور عبدالمجيد أبعاد عدم التزام اسرائيل الاتفاقات الموقعة على المسار الفلسطيني، والمواقف التي حصلت عليها في الاتصالات مع الإدارة الأميركية". وفي خصوص موعد إعلان الدولة، قال: "المجلس المركزي هو صاحب القرار النهائي في هذا الشأن". وأكد عبدالمجيد في تصريح إلى "الحياة" تأييد الجامعة القرار الفلسطيني، لافتاً إلى أن الدول العربية اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ إعلانها في الجزائر عام 1988، وتساند السلطة والشعب الفلسطينيين في حقهما لإقامة دولتهما وعاصمتها القدس الشريف، سواء وافق الاسرائيليون أم رفضوا. وكان عرفات وصل الى القاهرة أول من أمس عشية زيارة الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان ومحادثاته مع مبارك، وقال موسى: "المحادثات ستتناول المواقف الاسرائيلية في خصوص عملية السلام ومستقبلها، وسنستمع الى أفكار الرئيس الاسرائيلي في ضوء الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة".