نصحت القاهرة الرئيس ياسر عرفات بتأجيل اعلان الدولة الفلسطينية في موعدها في الرابع من أيار مايو المقبل الى نهاية هذه السنة، من اجل حشد التأييد الاوروبي والدولي لهذه الدولة. وأكدت ان توقيت اعلان الدولة هو قرار فلسطيني يحظى بتأييدها سواء لجهة التأجيل او اعلانها في موعدها المحدد وفقا لاتفاقات اوسلو. وعقد الرئيس حسني مبارك وعرفات جلستي محادثات امس في مقر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة، الأولى ثنائية استمرت نحو نصف ساعة، والثانية موسعة حضرها من الجانب المصري وزيرا الاعلام صفوت الشريف والخارجية عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز، ومن الجانب الفلسطيني وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والسفير الفلسطيني لدى مصر زهدي القدرة والمستشار الاعلامي نبيل ابو ردينة. وعلمت "الحياة" ان المحادثات تناولت موضوع اعلان الدولة الفلسطينية في ضوء الاتصالات التي أجراها عرفات وزعماء اوروبا ومحادثاته في الولاياتالمتحدة والرئيس بيل كلينتون، وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ان القرار الاخير في ما يتعلق بالدولة شأن فلسطيني، وان الاهم من اعلانها هو تأمين الاعتراف والدعم الدوليين اللازمين لها خصوصا ان المشكلة ليست في اعتراف الدول العربية بها. وأضافت ان التأجيل يجب الا يكون الى ما لا نهاية، واقترحت ان يتم الى نهاية السنة وأن يعلن الفلسطينيون دولتهم عشية الألفية الثانية في ضوء نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل الحكومة الجديدة ومعرفة توجهاتها نحو السلام. ولفتت الى ضرورة محافظة الرئيس عرفات على التأييد الذي يحظى به وعدم احراج الدول الصديقة التي نصحته بالتأجيل. وأوضح موسى ان لقاء مبارك وعرفات جاء في فترة تشهد نشاطاً سياسياً، وقال: "ربما يكون ما وراء الكواليس اكثر مما فوق المسرح، لأنه يتعلق بالمسار الفلسطيني وتأثيره على تطورات القضية الفلسطينية المعيار الرئيسي للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وتابع ان تاريخ 4 أيار هو "حق بالنسبة الى الشعب الفلسطيني، والسلام لن يكتمل الا بدولة فلسطينية، ودون ذلك سيبقى ملف النزاع مفتوحاً". وزاد ان "الدولة الفلسطينية هي تعبير لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، المعني الوحيد وصاحب الرأي في تقرير مصيره. ومقولة ان قيام الدولة خطوة احادية تعبير خاطئ ضد القانون الدولي". وأشار موسى الى ان الاعتراضات الاسرائيلية على الدولة "لا يمكن قبولها، والمطلوب ان تتعامل الاطراف بصدقية وانصاف حتى نصل الى الوضع النهائي المطلوب للشعب الفلسطيني"، لافتا الى ان "الفيتو الاسرائيلي هو العنصر المزعج للقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني". وزاد ان اتفاقية اوسلو ينتهي اطارها الزمني في أيار المقبل بعد انقضاء خمس سنوات، و"أبو عمار اكد اكثر من مرة انه سيعلن الدولة الفلسطينية في هذا التاريخ، لكن عوامل كثيرة تداخلت، منها الانتخابات الاسرائيلية وما يمكن ان يتم وتأثيراتها السلبية والايجابية"، مشيرا الى ان "النقاش لايزال يدور حول التوافق بالنسبة الى اعلان الدولة. وعن مطالبة بعض الاطراف الصديقة بتأجيل اعلان الدولة الفلسطينية، قال موسى ان "الموضوع مطروح للنقاش فيما يتعلق بتاريخ الاعلان وهو ما لم يعترض عليه عرفات". وعن اقتراح الفلسطينيين انشاء اتحاد كونفيديرالي مع الاردن، قال الوزير: "هذا الموضوع له ظروف اخرى لأن قيام اي اتحاد كونفيديرالي يستدعي بالضرورة قيام الكيانات المتساوية، بمعنى دولة امام دولة". الى ذلك، قال مصدر فرنسي مطلع على المحادثات بين الرئيسين الاميركي والفرنسي بيل كلينتون وجاك شيراك في واشنطن، ان الجانبين عرضا مطولاً النتائج المحتملة للانتخابات الاسرائيلية والصعوبات التي قد تنجم عنها وعواقبها على المنطقة. وعن احتمال اعلان عرفات الدولة الفلسطينية في 4 أيار مايو ذكرت مصادر ان الجانبين الأميركي والفرنسي متفقان على ضرورة التأجيل تجنباً لاعادة انتخاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وأشارت الى ان كلينتون رحب بفكرة اعطاء عرفات ضمانات اوروبية في شأن حقه في اعلان الدولة في مقابل تأجيل اعلانها. ولفتت الى ان الجهود مستمرة لاقناع بعض الدول، خصوصاً المانياً، بالموافقة على هذه الفكرة راجع ص 6.