نظم مئات من طلبة "السيج" التعبئة تظاهرة في العاصمة طهران "احتجاجاً" على النهج الثقافي والصحافي الذي تتبعه اوساط موالية للحكومة، و"تنديداً" بالنائبة فائزة هاشمي رفسنجاني بسبب نشرها جزءاً من رسالة لأرملة الشاه السابق فرح ديبا تضمنت تهنئة للإيرانيين لمناسبة عامهم الجديد طبقاً لتقويمهم المتبع. وردد المتظاهرون شعارات طالبت بمعاقبة فائزة، ودعا البعض الى "اعدامها"، وهو ما أثار استنكار اوساط سياسية واعلامية، بما فيها صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة من جهات عليا في النظام ويصفها البعض بالمتشددة، اذ انتقدت الدعوة الى اعدام فائزة، وحذرت من "جرّ الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني وعائلته الى هذه المعركة". وفي تعليق مثير جلب "احترام" شخصيات سياسية رفيعة في الدولة، اشارت "جمهوري اسلامي" بسلبية الى مسيرة طلبة "اليمين المتشدد" ومن شارك معهم من "متشددين" لا ينتسبون الى الجامعة. وقالت ان ترديد شعارات تطالب باعدام فائزة "امر مرفوض"، ودعت الى وضع حد لهذا الملف خصوصاً ان محكمة الثورة امرت بوقف صحيفة "زن" المرأة التي تصدرها فائزة. وحذَّرت من ان الاستمرار في هذا الموضوع، وبطريقة مثيرة، قد يدفع برفسنجاني شخصياً الى ساحة المعركة ويضفي على المسألة ابعاداً تتجاوز اطارها الطبيعي، علماً ان "جمهوري اسلامي" تعلن دائماً معارضتها لبعض السياسات الثقافية والاعلامية المتبعة منذ مدة "وقد يؤدي استمرارها الى انفلات الامور بما يهدد الأمن الاجتماعي ويعارض قيم النظام والثورة والاسلام". ومن الواضح ان "جمهوري اسلامي" تحدثت في تعليقها على تظاهرة "البسيج" بلسان جهات قيادية عليا في النظام، خصوصا ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بدا منحازاً لمواقف وخطاب الرئيس سيد محمد خاتمي في الآونة الاخيرة، وتحدث امام ولاة الاقاليم وكبار مسؤولي وزارة الداخلية في مقر قيادة الثورة، مشدداً على ان مواقف وتصريحات وآراء خاتمي "منسجمة مع مبادئ النظام والثورة"، وهو ما اعتُبر رسالة الى معارضي خاتمي في الداخل والذين هدد الرئيس الايراني بكشف "مخططاتهم الشيطانية لتقويض الحكومة اذا استمروا في نهجهم".