صعّد أنصار الرئيس الإيراني السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لهجتهم ضد المحافظين ورموزهم في مؤسسات عليا في النظام والدولة، بعد تعطيل صدور صحيفة "زن" المرأة التي تملكها النائبة ابنة رفسنجاني، فائزة، وإحالة ملفها على محكمة الثورة لمقاضاتها قريباً. ووصف أنصار الرئيس السابق ما يجري بأنه "مؤامرة مسرحية" تستهدف رفسنجاني والرئيس محمد خاتمي، وجزء من "سيناريو" لإقصاء رموز التيار الاصلاحي مبكراً عن الانتخابات البرلمانية العام المقبل. واعتبر هؤلاء أن المحافظين "متزمتون" ونعتوا تيارهم ب"الجناح المتطرف"، ودعوا الشعب إلى "اليقظة". ونقلت وكالة الانباء الايرانية امس عن خاتمي قوله خلال جولة على محافظة لوريستان غرب ان "الحرية في اطار احترام القانون أمر جيد للمجتمع والشباب"، محذراً من انها "لا تعني التراخي والانتهازية". ودان "كل سوء استخدام للحرية يهدف الى نسف النظام الاسلامي". وكانت أوساط دينية ومسؤولة توقعت انحسار التوتر بين التيارات الرئيسية في النظام الإيراني بعد اغتيال الجنرال علي صياد شيرازي نائب رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة على أيدي عناصر في "مجاهدين خلق" السبت الماضي. ورأت شخصيات رفيعة المستوى ان "المشاركة المليونية" في تشييع شيرازي "أكدت الوحدة الوطنية"، فيما همس بعضهم بأن قتله قد يهدئ الأجواء بين أجنحة الحكم. ولكن بعد يوم على مثول رجل الدين الاصلاحي حجة الإسلام محسن كديور أمام المحكمة الخاصة برجال الدين أول من أمس بتهمة تشويش الرأي العام والإساءة إلى النظام وقيادته، أعلن حزب "كوادر بناء إيران"، الذي يُعرف بحزب أنصار رفسنجاني، موقفاً صريحاً من قضية فائزة رفسنجاني وصحيفتها وقرار الأجهزة مقاضاتها أمام محكمة الثورة وليس أمام محكمة المطبوعات. ولوحظ خلو بيان "الكوادر" من ذكر أسماء لشخصيات أو مسؤولين محافظين، لكنه اعتبر ان "اغلاق صحيفة زن يأتي في سياق المؤامرة المسرحية التي تستهدف شخصيتين مهمتين هما هاشمي وخاتمي، وتمهد لإقصاء العناصر اللائقة عن انتخابات مجلس الشورى" البرلمان بداية العام 2000. ووصف "الكوادر" الحملات التي تطاول فائزة بسبب سماحها بأن تنشر صحيفتها جزءاً من رسالة تهنئة وجهتها أرملة الشاه فرح ديبا إلى الإيرانيين لمناسبة العام الإيراني الجديد بأنها "صخب وضجيج". ونبه أنصار رفسنجاني في بيانهم أمس إلى أن "افتعال ضجة دعائية ضد السيدة فائزة العضو في اللجنة المركزية لحزب الكوادر هو فصل قصير من المسرحية التآمرية من أشخاص يعملون لعرقلة مسيرة التنمية السياسية وإقصاء الكوادر المخلصة". وأشار البيان إلى ان نتائج الانتخابات المحلية التي حقق فيها الاصلاحيون فوزاً كبيراً هي التي دفعت إلى تفعيل تنفيذ "سيناريو المسرحية الرامي إلى توجيه لطمات إلى رفسنجاني وخاتمي". ووصف المحافظين ب"المتزمتين"، مذكراً بأن مجلة "يا لثارات الحسين" التابعة ل"أنصار حزب الله" كانت تحدثت قبل فترة عن الشاه المخلوع وزوجته وبعض مواقفهما و"لم تتدخل الأجهزة القضائية".