اتهم العراقايران ب"التدخل في شؤونه الداخلية" وعرقلة تطبيع العلاقات بين البلدين رغم انقضاء 11 عاماً على انتهاء الحرب بينهما، والتي استمرت ثماني سنوات من 1980 الى 1988، وتبادل البلدان أمس رفات جنود قتلوا في هذه الحرب. في غضون ذلك، توقعت أمانة "المجلس الوطني للمقاومة الايراينة" الذراع العسكرية لحركة مجاهدين خلق المعارضة شن ايران ضربات جوية على قواعدها في العراق انتقاماً لاغتيال رئيس الأركان المشتركة في الجيش الايراني علي شيرازي في طهران الاسبوع الماضي. بغداد، طهران، لندن - "الحياة"، أ ف ب - نشرت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي، مقالاً أمس تحت عنوان "للذكرى والتذكير" بالحرب العراقيةالايرانية، انه "بعد احد عشر عاماً على انتصار الفاو الذي قاد الى النصر العظيم والحاسم في آب اغسطس 1988 فإن العلاقات العراقيةالايرانية لم تستقر بعد على الاسس اللازمة والمطلوبة بالنسبة الى بلدين جارين ومسلمين". ويقول العراق ان حوالى 53 الف جندي عراقي قتلوا خلال الحرب في منطقة الفاو المنفذ البحري الوحيد المباشر للعراق على الخليج والتي كانت القوات الايرانية احتلتها جزئياً منذ آب 1986. وتزامنت في العراق أمس مناسبتان مهمتان هما بدء شهر محرم، رأس السنة الهجرية وهو يوم عطلة رسمية والذكرى ال11 لتحرير مدينة الفاو من السيطرة الايرانية خلال حرب الخليج الاولى وهو عطلة رسمية ايضاً. واضافت الصحيفة "ما يزال هناك داخل ايران كما يبدو من يضع العراقيل امام التطبيع الكامل للعلاقات بين بغدادوطهران، فلم تحل مشكلة الاسرى العراقيين في شكل كامل بعد احدى عشرة سنة على توقف الحرب وما تزال ايران ترفض الافراج عن امانة الطائرات المدنية والعسكرية التي ارسلت الى ايران بالاتفاق معها" خلال حرب الخليج الأخيرة. وتؤكد بغداد انها ارسلت اكثر من مئة طائرة بينها عدد من طائرات الخطوط الجوية العراقية الى ايران تجنباً لتدميرها أو تعرضها لاضرار من قبل طائرات الحلفاء كما تؤكد ان طهران ترفض تسليمها هذه الطائرات. وتحدثت "بابل" ايضاً عما اسمته ب"التدخل الايراني في شؤون العراق الداخلية وباشكال مختلفة وفي اكثر من منطقة" مضيفة ان "كل هذا يجرى وايران كما هو معروف، زعيمة المؤتمر الاسلامي". وتساءلت عن الاسباب التي تدفع ايران الى تجاهل "حقائق السياسة الدولية والاقليمية" في سياستها تجاه العراق "وبالذات السياسة الاميركية المعادية للعراق وايران معا وان اختلفت النسب في ذلك". وخلصت الى القول ان ايران "تستمر في ممارسة سياسة غير مقنعة ازاء العراق ولا تخدم الايرانيين انفسهم". واستأنف العراقوايران علاقاتهما العام الماضي ولكن في شكل خجول ولكن مسألة اطلاق اسرى الحرب تعيق عملية تطبيع العلاقات بينهما. وتؤكد بغداد انها اطلقت جميع الاسرى الايرانيين ولم تعد تعتقل الا 64 "مجرماً" ايرانياً كانوا شاركوا في الانتفاضة الشيعية في جنوبالعراق في آذار مارس 1991. ومع ذلك تؤكد طهران انه لا يزال خمسة الاف جندي ايراني على الاقل في الاسر داخل العراق. وتقول بغداد انه لا يزال يوجد في ايران 20 الف اسير عراقي. تبادل رفات جنود الى ذلك، صرح مسؤول لجنة البحث عن المفقودين الايرانيين في الحرب مع العراق مير فيصل باقر زادة ان العراق وإيران تبادلا رفات 166 ايرانياً و221 عراقياً من الجنود الذين قتلوا في منطقة شلامجة الحدودية خلال الحرب بين البلدين. وأوضح ان هذه الجثث وجدت بعد عمليات بحث استغرقت شهرين في المنطقة الحدودية جنوبايران. المعارضة الايرانية من جهة أخرى، توقع "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" ان تشن طهران ضربات على قواعد في العراق انتقاماً لاغتيال الجنرال شيرازي الاسبوع الماضي. وذكر "المجلس" في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه أمس ان "النظام الايراني يستعد لشن غارات جوية وصاروخية وشيكة على قواعد المجاهدين وجيش التحرير الوطني الايراني في الأراضي العراقية". واشار الى ان الحكومة الايرانية "استدعت الى طهران الخميس الماضي قادة قاعدتي نوجيه الجوية الواقعة في همدان غرب ووحدتي الواقعة في دزفول جنوب غرب لتلقي التوجيهات في هذا الشأن. وتزامن ذلك مع نقل عدد كبير من المقاتلات والطيارين في القوات الجوية من قاعدة وحدتي الى قاعدة نوجيه". "مجاهدين خلق" الى ذلك، نفت منظمة "مجاهدين خلق" في بيان أمس "اي رابط" بين العراق والعمليات العسكرية التي تنفذها الحركة في ايران. واوضحت الحركة التي تقيم خمس قواعد عسكرية في العراق ان "عمليات المجاهدين في ايران هي بالكامل من عمل قيادة المجاهدين العامة في داخل ايران وليس مرتبطة اطلاقاً بالعراق". وفي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اعتبر رئيس "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" مسعود رجوي ان "اتهامات السلطات الايرانية بان عمليات المجاهدين الاخيرة في ايران جرى التخطيط لها في بغداد وبالتنسيق مع مسؤولين عراقيين مغلوطة تماماً". وكان القائم بالاعمال العراقي في طهران استدعي في 11 من الشهر الجاري الى وزارة الخارجية الايرانية غداة اغتيال الجنرال شيرازي الذي اعلنت "مجاهدين خلق" المسؤولية عنه. و"احتجت" السلطات الايرانية لدى الديبلوماسي العراقي على "دعم العراق لمنظمة مجاهدين خلق الارهابية" واكدت ان "مثل هذه الحوادث تضر كثيراً بالعلاقات الثنائية". واوضح رجوي في رسالته ان "هذه الاكاذيب تستهدف فقط تبرير القصف الصاروخي والعمليات الارهابية ضد قواعد المقاومة في العراق".