بلغت عمليات التطهير العرقي الصربية ضد ألبان كوسوفو ذروتها في أعقاب الضربات الأطلسية ضد يوغوسلافيا. وتنفذ هذه العمليات على وجه الخصوص اثنتان من الميليشيات "السيئة الصيت"، ارتبط اسمهما بالنهب والقتل أثناء الحرب في البوسنة وكرواتيا. الأولى، تدعى "النمور الصربية" التي يتزعمها جيليكو راجناتوفيتش الملقب "اركان" أي النمر الذي ارتبط اسمه قبل أن يصبح صاحب ميليشيا، بالسطو على المصارف في المانيا وبريطانيا وسويسرا. ولد اركان في 17/4/1952 في جمهورية سلوفينيا حيث كان والده ضابطاً في الجيش اليوغوسلافي ثم انتقل مع ذويه الى الجبل الأسود. ولم يستطع اكمال أي دراسة بعد المرحلة الابتدائية لأنه اتجه نحو الاجرام منذ نعومة أظافره. وبرز نجم اركان بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة وما تبع ذلك من فوضى وحروب فجمع حوله الآلاف من المتطرفين وكوّن ميليشيا شبه عسكرية سماها "النمور" وجعل لها جناحاً سياسياً باسم "حزب الوحدة الصربية" ومقره العام في بلغراد وله فروع في كيان صرب البوسنة وجمهورية الجبل الأسود. وبسرعة، غدا اركان يملك الكثير من الحانات ونوادي القمار وصار مقربا الى الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وغنياً جداً بحيث شيد لنفسه دارا شبيهة بقلعة في منطقة ديدينيا الراقية في بلغراد، يحرسه العشرات من "النمور". ومن هوايات اركان الزواج، اذ بعدما أصبح "نجماً لامعاً"، تزوج من النجمة الغنائية سفيتلانا فاليتشكوفيتش المعروفة بلقب "تسيسا" أي قطيطة ولا يتجاوز عمرها العشرين عاماً ونالت قصب السبق في "مهنة الخلاعة" التي اشتهرت في بلغراد في السنوات الأخيرة. والميليشيا الثانية، تدعى "التشيتنيك" نسبة الى منظمة قومية صربية حاربت قوات تيتو خلال الحرب العالمية الثانية. ويقودها فويسلاف شيشيلي وهو في الوقت ذاته، رئيس الحزب الراديكالي الصربي ونائب رئيس الحكومة الصربية. ولد شيشيلي في العاصمة البوسنية ساراييفو في 11/10/1954 وانخرط في التنظيمات الشيوعية خلال دراسته. وحصل عام 1976 على الدكتوراه في القانون. ووصف في حينه بأنه أصغر حاصل على الدكتوراه في يوغوسلافيا. وبسبب تعلقه بالفكر الماركسي الشيوعي، اعتقل عام 1984 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات، قضى منها 22 شهراً فقط لشموله بعفو خاص. وانتقل بعد ذلك الى بلغراد ليصبح قومياً صربياً بارزاً على رغم ان لقبه يدل على أنه من أصل كرواتي. وحالياً، عندما يعهد أحد جوانب تصفية الوجود الالباني في كوسوفو الى أركان وشيشيلي اللذين صارا من نجوم التلفزيونات الصربية، فإن الذين يعرفون هذين الشخصين يعتبرون أنهما "حصلا على تقدير وتفويض من حكومة بلغراد لخدماتهما التي تناسبها".