حرص الرئيس الصيني جيانغ زيمين خلال زيارته لروما على الالتقاء باكبر عدد من المسؤولين الايطاليين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية اوسكار لويجي سكالفرو ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ ورئيس الحكومة، اضافة الى عدد كبير من رجال الصناعة والتجارة، ما اعتبر اشارة الى رغبة بكين في الابتعاد عن مواقف الماضي في السياسة الخارجية الجامدة والانعزالية والاتجاه نحو مواقف اكثر انفتاحا وشمولاً . وأكد الرئيس الصيني في ختام لقائه المطوّل مع رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما الثلثاء، على ان روما ستكون بمثابة بوابة الصين للدخول الى الآفاق العالمية للتجارة. اثيرت في اللقاءات الرسمية لجيانغ زيمين، مسألة الحقوق المدنية والثقافية في الصين فكان جوابه ان "الارتقاء بالحقوق الاقتصادية للفرد يتعلق وبصورة مباشرة، بنمو الاقتصاد الاشتراكي الذي يسير جنباً الى جنب مع الحقوق المدنية". واضاف رداً على بعض الانتقادات ان "اي نمو وفي اي اتجاه، يجب ان يسير من خلال الاستقرار ومهما كانت امواج البحر عاتية، الا ان السفينة مستقرة وبأمان". وقامت مجموعة من المثقفين والبرلمانيين الايطاليين ترافقهم مجموعة من المنشقين الصينيين، بتظاهرة احتجاجية في المركز التاريخي في روما ورفعوا يافطات احتجاج على الانتهاكات الدينية والمدنية والثقافية التي يتعرض لها عدد من المواطنين الصينيين. كما ندّدوا بسياسات بكين التي صعدت اخيرا قمعها لحركة المنشقين وأصدرت عقوبات مشددة على زعمائهم لمجرد اتهامهم بأنهم "عازمون على تأسيس حزب معارض". ولا يزال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ينتظرون نتائج الزيارة التي قام بها وفد الترويكا الأوروبية الذي يضم ثلاثة ديبلوماسيين من المانيا وفنلندا والنمسا للصين اخيرا، للنظر في انتهاكات حقوق الانسان هناك. وكان من المتوقع ان تكون زيارة زيمين لايطاليا التي بدأت الاثنين وتنتهي اليوم، مناسبة لخلق تحول ملموس في الأداء والخطاب السياسي الصيني تجاه الفاتيكان، كما حصل مع الرئيس الايراني محمد خاتمي عند اللحظة التاريخية التي تبلورت فيها صورة الاخير ك "رجل اصلاحي متسامح عزز سياسة الانفتاح واتخذ طابع الحوار الديني بين الاسلام والمسيحية مساراً اساسياً في السياسة الايرانية". واكد الرئيس الصيني زيمين بأن بلاده ترغب في تحسين علاقاتها بالفاتيكان الا ان ذلك "لا يمكن ان يتحقق الا من خلال قطع العلاقات بين تايوانوالفاتيكان الذي يجب الا يتدخل في الشؤون الداخلية للصين". وجاءت تعلىقات زيمين على دعوة الأسقف جان لويس تاوران مسؤول العلاقات الخارجية في الفاتيكان، التي اكد فيها امكان التفاوض مع الصينيين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية جو بانكازاو الذي يرافق الرئيس الصيني اثناء زيارته ان "الكلمات لا تكفي، ونحتاج الى افعال"، في اشارة الى تصريحات ناوران، واضاف: "يجب على الفاتيكان تقديم اعتذار رسمي عن النشاطات الدينية التخريبية التي يقوم بها بعض العناصر الصينية المشبوهة، وان يتم الاعتراف مباشرة بالصين".