استهل الرئيس الصيني جيانغ زيمين زيارته الرسمية الى بريطانيا غداة وصوله الى لندن مساء الاثنين. واستقل ترافقه الملكة اليزابيث الثانية العربة الملكية الى قصر باكنغهام أمس. واعتقلت الشرطة متظاهرا يحمل علم التبت حاول الاقتراب من العربة. كما رفع متظاهرون اللافتات واعلام التبت. وكانت الشرطة اقدمت مساء أول من أمس على اعتقال اثنين من المشاركين في احتجاج بالمشاعل أمام فندق "هايد بارك" حيث نزل الرئيس الصيني قبل انتقاله للاقامة في القصر الملكي امس. ونظم الاحتجاج عدد من اعضاء هيئات حقوق الانسان. وهذه الزيارة الاولى من نوعها لرئيس صيني لبريطانيا. وتأتي في مستهل جولة له تستمر اسبوعين، تقوده الى فرنسا والبرتغال والمغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية. وأقامت الملكة اليزابيث الثانية حفلة عشاء للضيف الصيني في قصر بكنغهام مساء أمس. ويزور جيانغ زيمين اليوم معالم العاصمة البريطانية ويلتقي رجال الاعمال من الجالية الصينية فيها. ويجتمع غداً مع رئيس الوزراء توني بلير. وتأتي الزيارة لبريطانيا ردا على تلك التي قامت بها الملكة اليزابيث للصين في 1986. وجاء الرد متأخرا بسبب مجزرة ساحة تيانانمين والشكوك في احترام بكين الترتيبات التي اقرتها مع لندن في شأن هونغ كونغ، المستعمرة التي اعادتها بريطانيا الى الصين في 1997. ويثير الاستقبال الحار للرئيس الصيني من قبل الملكة والحكومة تساؤلات من هيئات حقوق الانسان عن مدى التزام الحكومة "السياسة الخارجية الاخلاقية" التي تعهدتها عندما تسلمت السلطة. وقالت المسؤولة في "حملة التبت الحرة" اليسون رينولدز: "الحكومة تحتجز الجنرال اوغوستو بينوشيه وتدين الاحكام العرفية في باكستان لكننا نفرش السجاد الأحمر لجيانغ زيمين". وسبق لبريطانيا التعبير عن قلقها حول حقوق الانسان في الصين، من ذلك احكام الاعدام الكثيرة والحد من حرية التعبير. الا ان ناطقا باسم رئيس الحكومة قال ان بلير سيثير قضية حقوق الانسان مع الرئيس الصيني، لكن "لا نريد ان نحدد علاقاتنا من خلال هذه القضايا لوحدها". بدل ذلك ستكون التجارة محور المحادثات. ومعلوم ان بريطانيا هي المستثمر الأوروبي الأكبر في الصين. ووصل مجموع استثماراتها بنهاية السنة الماضية الى 13 بليون دولار. الا ان صادرات كل من ألمانياوفرنسا وايطاليا الى الصين، تفوق الصادرات البريطانية، التي تقدر بنحو 1.6 بليون دولار سنويا. وفي بكين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جانغ كيوي ان "عددا صغيرا من العناصر المعادية يريد اثارة الاحتجاجات اثناء زيارة الرئيس جيانغ الى بريطانيا وغيرها من دول أوروبا، وهو ما ينال من علاقات الصين بتلك الدول". لكنها توقعت ان الحكومة البريطانية "ستتخذ اجراءات تضمن نجاح الزيارة".