كشفت مصادر قريبة من حركة مجتمع السلم حماس الجزائرية ل "الحياة" ان الحركة الاحتجاجية على اقصاء زعيم الحركة الشيخ محفوظ نحناح من المنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية ستتواصل سلماً خلال الحملة الانتخابية. وقالت ان حركة الاحتجاج "حققت هدفاً مهماً هو الابقاء على وحدة قيادة الحزب التي أُريد لها ان تنشطر لعدم تزكيتها ترشيح السيد عبدالعزيز بوتفليقة للرئاسة". واضافت ان اجتماعاً لمجلس الشورى سيعقد الاثنين المقبل لاتخاذ "قرارات مهمة" منها الموقف من الاستقالة التي تردد ان نحناح قرر تقديمها من رئاسة الحركة. وقالت ان نحناح سينتخب رئيساً شرفياً، بينما سيقترح اسم السيد ابو جرة سلطاني اميناً عاماً، يساعده نائبان. ولا يستبعد ان يكون السيدان بليل وزير النقل واحمد دان المسؤول السياسي في الحركة المرشحين لهذين المنصبين. وتتحدث اوساط الحركة عن "تذمّر" لدى بعض القواعد بسبب الغموض الذي يلفّ عملية اقصاء نحناح من سباق الرئاسة لعدم "مشاركته في الثورة" بحسب تصريح للسيد الطيب صديقي رئيس اللجنة الوطنية لمنح شهادات المشاركة في ثورة التحرير. وسجلت التقارير الواردة من الولاياتالجزائرية ال 48 التي تنشط فيها الحركة، ان 23 ولاية انضمت الى لجان مساندة المرشحين احمد طالب الابراهيمي وعبدالله جاب الله. وسيجد مجلس الشورى في الحركة صعوبة في تبني اي قرار لتزكية اي مرشح. ولا يُستبعد ان تُترك حرية الخيار للاعضاء والمناصرين. غير ان نشر شهادة السيد يوسف الخطيب التي اكدت مشاركة نحناح في الثورة ك "اعلان" في الصحافة الجزائرية، وتوزيع هذه الشهادة على قواعد الحركة يوحيان بأن هناك نيّة لدعم ترشيح الخطيب باعتباره من الولاية الرابعة التي ينتمي اليها نحناح. وعقد المرشحان أحمد طالب الابراهيمي وحسين آيت أحمد اجتماعاً مساء أمس. ويُعتقد ان البحث تناول احتمال تنسيق المواقف ومواجهة "اي تزوير محتمل". الى ذلك رويترز نشرت صحيفة جزائرية امس ان القوات الحكومية قامت بعملية كبيرة على بعد 90 كيلومتراً شرق العاصمة استهدفت اسلاميين متشددين قتلوا 16 جندياً في كمين، وهي اكبر خسارة في الارواح تقع بين صفوف الجيش هذه السنة. وقالت صحيفة "لوماتان" ان آلاف الجنود تدعمهم طائرات هليكوبتر حربية والمدفعية شنوا هجمات على مناطق ادغال في البويرة والاخضرية وبرج منايل، في اعقاب الكمين الذي نصبه اسلاميون متشددون قبل 16 يوماً. وذكرت الصحيفة ان القوات الخاصة المشاركة في العملية قتلت 22 من الاسلاميين في منطقة البويرة و16 في الاخضرية وثمانية في برج منايل على مدى الايام الثلاثة الماضية. ويعتقد ان المتشددين اعضاء في جماعة منشقة عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" اكثر الجماعات تشدداً في الجزائر، والتي شنت هجمات على القوات الحكومية انطلاقاً من معاقلها في المنطقة على مدى التسعة عشر شهراً الماضية. واضافت "لوماتان" من دون ان تعطي مزيداً من التفاصيل: "نشرت آليات عسكرية ثقيلة واعداد كبيرة من الجنود للقضاء وللأبد على رجال حرب العصابات في هذه المناطق". ولم تذكر الصحيفة ما اذا كانت العملية لا تزال مستمرة. كما لم يمكن الحصول على تأكيد لصحة التقرير من جهة مستقلة. وقالت صحيفة "العالم السياسي" ان القوات الحكومية تحاصر نحو 200 متشدد في الاخضرية. وكان الكمين الذي نصبه متشدون للجنود في البويرة رابع كمين من نوعه خلال السنة. وقتل ما لا يقل عن 16 جندياً وجرح 11 في كمينين نصبا قبل اسبوعين احدهما في تيزي وزو شرق العاصمة والآخر في تيارت على بعد 220 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة.