علمت "الحياة" ان رئيس الحكومة الجزائرية السيد اسماعيل حمداني يجري اتصالات لتوسيع حكومته قبل الدعوة إلى انتخابات الرئاسة التي اظهر استطلاع حكومي ان الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي سيحتل المركز الأعلى فيها، فيما ذكر ان متشددين إسلاميين ذبحوا سبعة أشخاص عند حاجز أقاموه قرب العاصمة. وذكرت صحيفة "لوتنتيك" رويترز ان المتشددين اوقفوا حافلة صغيرة كانت تقل سبعة أشخاص وانزلوهم منها بالقوة وذبحوهم. وأوضحت ان الحادث حصل أول من أمس في البويرة على بعد 60 كيلومتراً شرق العاصمة. ولم توضح الصحيفة ما إذا كان الضحايا من المدنيين أم أنهم جنود حكوميون في عطلة. وكان جنديان من البحريا قتلا كانا يستقلان سيارة أجرة في طريقهما لزيارة اسرتيهما الأسبوع الماضي عند حاجز وهمي أقامه المتشددون في تيزي وزو. ونقلت صحيفة "لوماتان" أمس عن مسؤول في الجيش ان الجنود الذين يلاحقون المتشددين في غابة بني عمران في البويرة قتلوا عشرة منهم على الأقل. وقال المسؤول: "رصدنا مسلحين إسلاميين في الغابة وهاجمناهم بمدافع المورتر وقتل عشرة منهم على الأقل". وشن المتشددون هجمات على قوات الحكومة الجزائرية انطلاقاً من غابة بني عمران ومن غابة سيدي علي بوناب في تيزي وزو في الأشهر القليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل 40 جندياً. وفي أحدث هجوم من هذا النوع، قتل تسعة جنود بالرصاص قبل أسبوعين في مكمن قرب البويرة. على الصعيد السياسي، أكدت مصادر قريبة من رئاسة الحكومة أن السيد اسماعيل حمداني باشر اتصالاته مع ثلاثة أحزاب معارضة كي تشارك في حكومته، وهي حركة النهضة بقيادة لحبيب آدمي والتجمع من أجل الثقافة والديموقاطية بقيادة سعيد سعدي، وجبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد. وجاءت هذه الاتصالات بطلب من الرئيس اليمين زروال في إطار تعديل وزاري يشمل إبعاد الوزراء الذين لهم علاقة مباشرة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً الذين وقعوا عريضة مساندة لترشيح عبدالعزيز بوتفليقة. من جهة أخرى، قال الأمين العام السابق ل "التجمع" الذي "اقيل" من منصبه وعين مكانه رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى، انه سيشكل لجنة تحضير للمؤتمر الاستثنائي للحزب لتزكية السيد مقداد سيفي. واعتبر "إطاحته" غير شرعية، لأن المؤتمر هو السلطة الوحيدة المخولة قانوناً سحب الثقة منه. واتهم القيادة الجديدة بالتزوير، وطالب العدالة بالتحرك للبت في القضية التي رفعها الأسبوع الماضي ضد "المزورين". ولم تستبعد مصادر مطلعة انقسام الحزب الحاكم، كما حصل لحزب "النهضة" بعد تزكيتها بوتفليقة، إذ انقسمت إلى حزبين أحدهما بقيادة آدمي، والآخر بقيادة السيد عبدالله جاب الله، يعلن عنه رسمياً غداً خلال تجمع يوجه خلاله نداء لقواعد حركة "النهضة" للالتحاق بالحزب الجديد. وقالت المصادر نفسها إن عملية توسيع الحكومة واجراء تعديل وزاري ستجري مطلع الشهر المقبل، ولم تستبعد ان يكون هذا التعديل متزامناً مع حركة تغيير في الولاة الذين أفادت تقارير أنهم يتدخلون في شؤون الأحزاب. ويأتي هذا التعديل والتوسيع الحكومي المرتقب قبل استدعاء الرئيس زروال الهيئة الانتخابية بحلول منتصف الشهر المقبل. وعلم ان معهد الدراسات الاستراتيجية أنهى عملية استطلاع للرأي العام التي شرع فيها منذ شهرين وشملت 8 ولايات جزائرية. وأعد هذا الاستطلاع لمصلحة وزارة الدفاع، وشمل عينة من 8800 شخص بمعدل 1100 شخص من كل ولاية من الولايات الثماني الأكثر كثافة سكانية في جنوب البلاد ووسطها وشرقها وغربها. وجاء في حصيلة الاستطلاع حصول الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي على 24 في المئة، وآيت أحمد على 18 في المئة، وعبدالعزيز بوتفليقة على 16 في المئة، ومولود حمروش على 12 في المئة، بينما حصل بقية المرشحين مجتمعين على 30 في المئة.