بكين - رويترز، أ ف ب - وصلت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى الصين امس الاحد لمناقشة الخلافات بين البلدين والتي تبرز الطبيعة المعقدة للعلاقات الثنائية التي يصفها الجانبان بانها "شراكة استراتيجية". واستبقت اولبرايت زيارتها باعلان انها ستحمل الى القادة الصينيين "رسالة شديدة اللهجة" تتعلق بسجل بلادهم السيء في مجال حقوق الانسان. وتجيء زيارة اولبرايت في وقت انتقدت بكين التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية حول حقوق الانسان الذي لحظ تدهوراً في سجل الصين في هذا المجال عام 1998، نظراً الى تقييد حرية التعبير والاجتماعات. وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون قال الجمعة ان الصين "لا تستطيع الحصول على الاستقرار على حساب الحرية". كما تأتي الزيارة في وقت نشرت صحيفة "ليبيرتي تايمز" الصادرة في تايبه امس ان تايوان تنوي شراء اربع مدمرات اميركية من طراز "ايجيس" لتحقق توازناً مع الصين التي اوصت على اربع مدمرات روسية من طراز "سوفريميني". وكانت الادارة الاميركية رفضت السماح لشركة تابعة لمجموعة "هيوز الكترونيكس" الاميركية ببيع قمر اصطناعي الى شركة "اشيا باسيفيك" للاتصالات التي تسيطر عليها الصين، متحججة بمخاوف من ان التكنولوجيا المكتسبة من خلال اطلاق الاقمار الاصطناعية يمكن ان تستخدم في تحسين منصات اطلاق الاسلحة النووية0 كما انتقدت واشنطن مراراً نقل الصين تكنولوجيا صواريخها الى دول في العالم الثالث. الى ذلك يتوقع ان يستعرض الجانبان الوضع في كوريا وتحسن العلاقات الهندية - الباكستانية والوضع في العراق وكوسوفو، وهما ملفان تتباين بشأنهما وجهات نظر البلدين بشكل كبير. ورغم ذلك، يبدو المسؤولون الصينيون واثقين ازاء مستقبل العلاقات مع واشنطن وهي ثاني شركائهم الاقتصاديين. ولاحظ جين جونهوي، الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية ان "الحكومتين تدركان اهمية علاقاتهما وتريدان الحفاظ على الاندفاع الذي تحقق بفضل زيارة كلينتون للصين العام الماضي". الا ان المسؤول الصيني اعترف بأن المشكلة الاصعب هي حقوق الانسان يليها الفائض القياسي الذي بلغ 57 بليون دولاروحققته الصين العام الماضي في مبادلاتها مع الولاياتالمتحدة، اضافة الى نقل التكنولوجيا ومشكلة تايوان. وفي ما يتعلق بحقوق الانسان، اعلنت اولبرايت انها ستنقل "رسالة شديدة اللهجة" قد تزعج القادة الصينيين القلقين من اقتراب الذكرى العاشرة لقمع التحرك الطلابي في بكين في حزيران يونيو 1989 والعيد الخمسين لقيام النظام الشيوعي، في تشرين الاول اكتوبر المقبل. وقالت اولبرايت ايضا انها لم تقرر بعد اذا كانت ستؤيد مشروع قرار ينتقد الصين في لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة والتي ستبدأ اعمالها في 22 آذار مارس في جنيف، رغم ضغط مجلس الشيوخ وجزء من الرأي العام الاميركي. وينتظر ان تؤكد الصين من جانبها معارضتها لمشروع اميركي لاقامة نظام صواريخ مضادة للصواريخ مع كوريا الجنوبية واليابان، خصوصاً مع امكانية ضم تايوان الى المشروع، الامر الذي ينتهك، من وجهة نظر بكين، البيان المشترك الصيني - الاميركي حول بيع اسلحة لتايوان. ويبدو البلدان متفقان على قضية واحدة على الاقل هي انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية وتسريع مفاوضاتهما في هذا الشأن