شنغهاي - أ ف ب - افادت وكالة انباء "الصين الجديدة" ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون اعاد اليوم الثلثاء تأكيد السياسة الاميركية تجاه تايوان مكررا رفض الولاياتالمتحدة لاستقلال هذه الجزيرة. وواجه انتقادات عنيفة في شأن مفهومه لحقوق الانسان. وقال كلينتون خلال طاولة مستديرة مع عدد من المثقفين الصينيين "لا ندعم استقلال الجزيرة ولا وجود لصينين ولا صين وتايوان، ولا نعتقد ان تايوان يمكن ان تصبح عضوا في اي منظمة دولية تحتاج للانضمام اليها الى وضع دولة". وأضاف كلينتون ان هذه السياسة المعروفة باسم "اللاءات الثلاث" طبقتها الولاياتالمتحدة بصورة "متماسكة". ورحبت الصين على الفور بتصريحات كلينتون على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية تانغ غواوكيانغ الذي قال في مؤتمر صحافي "ان هذه الالتزامات "مهمة" ونوليها اهمية كبيرة ونأمل ان تفي الولاياتالمتحدة بتعهداتها". وكانت الصين اعلنت قبل وصول الرئيس الاميركي بانها تنتظر من كلينتون ان يذكر علنا اثناء زيارته التعهدات التي قطعتها واشنطن تجاه بكين في السنوات التي تلت اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1979. لكن الولاياتالمتحدة لم تلتزم، اثناء القمة الصينية الاميركية التي عقدت السبت في بكين، بأي جدول زمني لوقف شحنات الاسلحة الاميركية الى الجزيرة. واكتفى كلينتون بتشجيع الصينوتايوان على مواصلة الحوار الذي اعتبره "افضل وسيلة" للتوصل الى حل سلمي للنزاع بين شاطئي مضيق تايوان. وكرر الرئيس الصيني من جهته ان تايوان تعتبر "المسألة الاهم والاكثر حساسية في صلب العلاقات الصينية الاميركية". وكان كلينتون طمأن الاثنين طلاب جامعة بكين الى ان العلاقات الاميركية مع تايوان لا تشكل عقبة امام اعادة توحيد الجزيرة مع الصين والى مبيعات الاسلحة الاميركية الى تايوان "هدفها دفاعي بحت". وتطالب الصين بسيادتها على جزيرة تايوان التي تعتبر منفصلة بحكم الامر الواقع منذ وصول الشيوعيين الى الحكم في بكين في العام 1949. وواجه كلينتون في الصين انتقاداً لمفهومه لحقوق الانسان، خلال الطاولة المستديرة. ورد كلينتون على محاوريه الذين اخذوا عليه المبالغة في مطالبته الصين بتحسينات في مجال حقوق الانسان "اننا في الولاياتالمتحدة نتجه دائما الى الاعتقاد بأن حرية التعبير الفردية في مجال السياسة والدين تستحق اكبر قدر من الاحترام". وأضاف "مهما كانت الخلافات فان منح المزيد من حرية التعبير والمعتقد الديني يجعل البلد اقوى على المدى الطويل" مناقضا بذلك الطرح الرسمي الصيني بان الكثير من الحرية يسيء الى استقرار البلاد. واعتبر المثقفون السبعة الذين يفترض انهم يمثلون مستقبل شنغهاي انه لا يمكن فرض المفهوم الغربي لحقوق الانسان على الصين. وقال خبير الاقتصاد كسيو كسيجين "لا يمكن ان نأمل في ان يتمكن بلد شاسع مثل الصين باعتماد وتيرة التغييرات ذاتها التي سارت عليها الولاياتالمتحدة منذ قرنين". واضاف "اتمنى ان يدرك الرئيس ان الديموقراطية لا تعني انه يحق لكل الناس أن يفعلوا ما يشاؤون". واعتبر كلينتون ان تاريخ الصين جعلها "حساسة جدا" ازاء مخاطر عدم الاستقرار على حساب حقوق الافراد. غير انه اضاف "اعتقد ان التغييرات ستستمر في الصين"