اعتبر وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان القول ان لندن وواشنطن تسعيان الى اسقاط النظام العراقي "هراء هدفه ابتزاز" بعض الدول العربية. واشار الى ان "اخوتنا في العراق وضعوا العراقيل" امام الجهود السورية لتشكيل لجنة المتابعة العربية معرباً عن امله بأن يعود النظام العراقي الى التعقل. وتوقعت مصادر مطلعة ان يصل وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الى دمشق خلال اليومين المقبلين، في اطار جولته على عدد من الدول العربية. وكان الشرع القى امس كلمة لمناسبة الاستفتاء على ولاية خامسة للرئيس حافظ الاسد. وقال رداً على سؤال ان بلاده حاولت "اقناع الاشقاء العرب بألا يقفوا عند لحظة الغزو العراقي للكويت عام 1990 ويجمدوا ويتركوا الزمن يضيع هباءً منثوراً". وزاد ان "هذا الموضوع لا علاقة له بالنظام العراقي بل بمستقبل العراق ومستقبل المنطقة. اذا وقفنا عند 2 آب اغسطس فان الزمن سيسبقنا والأعداء سينتصرون علينا ولن يقف احد في انتظارنا". وذكر ان دمشق كانت تتوقع ان "تخف حال العداء" بين بعض الدول العربية والنظام العراقي "بعد اعتراف العراق بشرعية دولة الكويت وحدودها التي اقرها مجلس الأمن". وانتقد قيام دول عربية بپ"التصالح مع اسرائىل من دون ان تعاد لها ارض ودون ان تتصالح مع العراق. مثلما يُجَرّ العرب الى المصالحة مع اسرائىل، تمنع الدول العربية من المصالحة في ما بينها". وحض على "وقف لعبة الابتزاز". وعن موقف سورية من المساعي الأميركية لتغيير النظام العراقي، قال الشرع: "بصرف النظر عمّن يحكم العراق، أرضه يجب ألا تقسّم. وممنوع ان يتدخل الآخرون في الشؤون الداخلية للعراق، والتغيير شأن داخلي والشعب العراقي يستطيع تقرير مصيره بنفسه". وتابع ان القول ان اميركا وبريطانيا تسعيان الى اسقاط النظام العراقي "هراء هدفه الابتزاز. نحمد الله ان موقفنا لقي استحساناً من الدول العربية، وكان الموقف رفض ضرب العراق والتمسك بالخيار السلمي وأهمية رفع الحصار الاقتصادي، وتشكيل لجنة كي تجري دراساتها واتصالاتها مع مجلس الامن". واستدرك: "اخواننا في العراق لم يساعدونا بل وضعوا عراقيل. ربما يعودون الى عقل الرحمن". الى ذلك، قال الشرع ان الرئيس الأسد "عالج الأزمة الاخيرة مع تركيا بمنتهى الصبر وبمنتهى الذكاء" مما "جنّب المنطقة اندلاع حرب، وجنب سورية الدخول في مواجهة مع جار مسلم". وأضاف: "اعصاب الأسد الفولاذية فوتت الفرصة على من كان يقف وراء تركيا ويدفعها الى التصعيد والحرب"، لافتاً الى ان "حل مشكلة المياه بين سورية وتركيا سيحصل بالحوار بعيداً عن التوتر". ونبه وزير الخارجية السوري الى ان "السنوات العشر الأخيرة كانت الأصعب في تاريخ سورية الحديث، اذ سقط كثيرون في المشرق والمغرب العربيين، ويئس كثيرون ولم تعد لهم نفحة من الصمود. رغم كل ذلك صمدت سورية ولم تتراجع عن مبادئها، رغم الضغوط والتهديدات المباشرة وغير المباشرة" لها.